هي وبدر .. شخصين تجمعهما الصداقة والحب والانسجام، كانا يلهوان معًا في براري القرية ويدفنان كل ما يحدُث بينهما بين تُربتها فلا تُظهره الرياح مهما حدث.
على العادة..تذهب لِمنزله لتتشارك معه ذاتها، وتجِدهُ يستقبلها بابتسامة تسع الدُنيا وما فيها، تحدثا معًا، وضحكا كثيرًا، وبينما كانت تُلملم اشيائها لتعود ادراجها لمنزلها نظر إليها بعمق شعوره وعبّر لها عن إعجابه لأول مرة بقوله: ياااه كم أنتِ جميلة..ضحكت..لم تأخد حديثه على محمل الوداع!
في اليوم التالي أثناء الساعة الخامسة فجرًا وبينما هي نائمة ومطمئنة، تأتي والدتها لإيقاظها على غير العادة والسواد يملأ وجهها.. وتقول:بدر في رحمة الله..توفي بحادث شنيع.
لم تستوعب ذلك ولم تبك، اكتفت بالصمت، ولم تسأل عن شيء ابدًا.
ذهبت لمنزله واكتفت بالنوم على فِراشه آمنة، وكانت كتبه وثيابه من حولها تُطمئنها بأنهُ سيعود.
استيقضت..وأخذت تبحث عنه بين زوايا البيت وفي أنحاء القرية..في ذلك المكان الذي كانا يلعبان فيه، وفي تلك المزرعة التي دفنا أسرارهم فيها.. ذهبت إلى مكان الحادث لتجد شيئًا يقول لها بأنهُ حقًا ذهب!
وجدت حُطام الحديد ودمائُه التي كانت تملأ المكان.. ورائحة الحب الذي كان بينهما!
هُنا.. بكت.. لم تستطع مقاومة ذلك الألم العظيم على قلبِها.. لم تستطع تحمُل أن تعيش بِلا روح.. فقد رحل البدر.
0