تسعى أي دولة في العالم؛ لتحقيق مجتمع مستقر وآمن فالمجتمعات التي تفتقر لوجود الأمن والاستقرار تتسم بالفوضى والانحطاط الأخلاقي، ومن هنا جاء هدف تحقيق السلام المجتمعي؛ ليحتل موقعًا رئيسًا في سُلم الأهداف التي تسعى الحكومات لتحقيقها، والذي يتطلب تضافر جهود أبناء المجتمع مع القوى الأمنية المختلفة.
لذلك فإننا نؤمن كلنا بأنه تقع على عاتق الجميع مسؤولية بناء الثقافة المجتمعية التي تنبثق من مبدأ التعاون بين رجال الأمن وأفراد المجتمع؛ وذلك من أجل تحقيق ديمومة الأمن المجتمعي بكافة الوسائل المتاحة لاتصال ذلك بواقع حياتنا اليومية، وارتباطه ارتباطًا وثيقًا بحسن أدائنا المجتمعي، ومدى إيجابيته.
ومن هذا المنطلق؛ فإن سرعة الكشف عن الجريمة، وإظهار الأدلة بشكل علمي، وتقني يدل على الاحترافية المهنية وسرعة البديهة والتحليل الدقيق لكل الجرائم التي يعتقد مرتكبوها أنهم لم يتركوا أثرًا واحدًا خلفهم في مسرح الجريمة متناسين القدرات الكبيرة التي يتمتع بها رجال الأمن في جميع قطاعات وزارة الداخلية، وما يتميزون به من خبرة علمية وعملية وإدارية متميزة.
وقد لعبت التكنولوجيا الحديثة في السنوات الأخيرة دورًا فاعلًا في التعرف على هوية المجرمين؛ حيث ساهمت هذه التكنولوجيا في تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية، وسرعة كشف ملابسات وقوع الجريمة في وقت وجيز، وخير مثال على تلك الوسائل التكنولوجية كاميرات المراقبة التي أصبحت رافدًا من الروافد للجهات الأمنية وعاملًا مساعدًا لها في القبض على المجرمين، وكشف جرائمهم وطريقة ارتكابها؛ حيث أصبح وجودها شيئًا لا غنى عنه؛ فهي توثق الحدث وتساعد رجل الأمن فى مهمته بل إنها تمثل أسلوب ردع للمجرم الذى يعلم في قرارة نفسه أن تحركاته مرصودة، وقد يقبض عليه في أي لحظة مهما بلغت درجة احتياطاته.
لذلك فتوثيق الجرائم لحظة وقوعها لم يعد مقتصرًا على كاميرات المراقبة الرسمية، وإنما أصبح رجال الأمن يرجعون إلى الكاميرات التى يضعها المواطنون فى عقاراتهم، وفي محلاتهم التجارية؛ حيث ترصد هذه الكاميرات حركة الجناة على مسافات بعيدة وبجودة عالية؛ بالإضافة إلى ما تلتقطه عدسات الهواتف المحمولة من صور وفيديوهات توثق الأحداث بكل تفاصيلها، والتي يتصادف وجود مستخدميها في نطاق مسرح الجريمة.
وختامًا فإن أعظم سعادة نشعر بها نحن كأفراد ننتمي لمجتمع ينعم بالأمن والأمان منذ أن وحد الملك عبدالعزيز – رحمه الله – هذا الكيان الشامخ تلك العبارة التي يتردد صداها في كل مكان بعد أي حادثة إجرامية تنشرها لنا وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ألا وهي عبارة “تم القبض”، والتي تدل على كفاءة الأجهزة الأمنية ودقتها في ضبط مرتكبي تلك الجرائم باختلاف أنواعها في وقت قياسي وأدانتهم بالجرم المشهود مما يدل على قدرة رجال الأمن في التفاعل مع الحدث بكل مهنية؛ فعززت هذه الإنجازات معيار ثقة الفرد فيهم، وهو الدور الذي ينبغي علينا تقديره، والإشادة به في جميع وسائل الإعلام مثمنين لهم كل ما يقدمونه من جهود و تضحيات في سبيل الحفاظ على حرمة النفس والعرض والمال، وهي من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية التي كانت الأسس التي انطلقت منها قوانين وتشريعات وطننا العظيم.