لا تظن أيها الإنسان أنك بولدك، أو بمالك، أو بعلمك، زدت عمرًا أو أصبحت مَلَكًا ذي أجنحةٍ مثنى وثلاث ورباع؛ خاصةً إذا خالط ما أعطاك الله، ولو القليل من الرياء أو الخيلاء، وتظن أن ما تملك هو من صُنع يديك، وليس هبةً من الله أراد بقدرته وحكمته أن يهبها لك.
كفى بالموت واعظًا، والذي يُثبت لك كل يوم بأنه لن تأخذ معك في آخرتك أيًّا مما تملكه، فعلامَ أنت تتجاهل الصغير، ولا توقر الكبير، ولا تعترف بمبادئ أو آداب؛ وكأنك بما لديك من نِعَم ستخرِقَ الأرضَ أو ستبلُغَ الجبال طولًا.
نريد أن يكون العفو، والود، والإخاء، والعطف، والتواضع، هي الظاهرة بين الناس، وهي السمة البارزة في تصرفاتنا، ونقاشاتنا، وأحكامنا، نأمل أن يكون مِثلُ ذلك أساسًا في تربيتنا لأبنائنا، وحديثًا متكررًا في مجالسنا، حتى نعتاد على ذلك.
القوة الحقيقية تكون في نشر المحبة، أما الكراهية فليست إلّا صفات الضعيف البائس العليل، ادفع بالتي هي أحسن، تسامح مع الصديق والبغيض، مع القريب والبعيد، مع كل كائن حي على وجه الأرض، تواضع وأخفض الجناح، وافعل المعروف، واعتزل ما يؤذيك، تكن من أسعد الناس.
إن تلك القلوب التي تتزيا بزي الإيمان، يجب أن يكون نتائج إيمانها ظاهرًا في التعامل، فالأفعال والأقوال هي البوصلة الحقيقية لمعرفة القلوب إن كانت سامية أم لا.