عبدالله غريب

قرية الموسى نموذج يحتذى!!

كنت أرغب وأرجو ألا يكون أحد سبقني للكتابة عن هذا الموضوع لأنه غير مسبوق في مبادرته ولكن كما يقال زيادة الخير فيه الخير والحقيقة أن المثالية في التعامل لها أناس قد خصهم الله بجميل الأخلاق الذي يهدي إلى البر للقريبين والبعيدين دون النظر للعائد من هذه الأعمال التي ينتفع منها المجتمع بشكل عام وهذا ما نلمسه في أي مجتمع تسوده المحبة والألفة يقوده أحد أعيانه بصورة فردية أو جماعية فهم كالبنيان يشد بعضه بعضا.

موضوعنا يخص قرية الموسى بالفرعة بقبيلة بني حسن بزهران بمنطقة الباحة تلك القرية التي شهدت تنمية محلية أهلية وحظيت بمد يد ابنها البار بها الشيخ سعيد بن علي العنقري الذي تظل بصماته في مجتمعه القروي لا يتقادم بها العهد ولا يمحوها الزمن وكنت قد كتبت مقالا قديما عن أبي سامي بالذات لظرف معين تمثل في بنائه صرحا رياضيا للشباب على طريق محافظة القرى في أكناف هذه القرية التي تغفو على مشاتل الزيتون تتوسد ذلك الجبل المكسو بتجربة زراعة الشجرة المباركة التي تستمد متابعة نمو أشجارها من خلال كرسي العنقري لزراعة الزيتون بجامعة الباحة الذي ينفق عليه من حُرّ ماله ويتموضع بكل شموخ في الجامعة دون منافس .

حدثني الصديق يحي آل عازب أحد أبناء هذه القرية وأحد الأعضاء الفاعلين في مجتمعها إلى جانب عدد من أبنائها الذين يمثلون المجتمع الراقي في هذه القرية قائلا أنهم لاحظوا بعض السلبيات المشوهة للمباني التي طرأت على قريتهم القديمة المهجورة بفعل التنمية الحضارية التي شهدتها المنطقة كغيرها من المناطق في بلادنا المباركة في العهود الزاهرة لدولة آل سعود والتي تشهد تاجها في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمين – يحفظهما الله – وفي منطقتنا في عهود الأمراء من أبناء الملك سعود – يرحمه الله – الذي كان للمنطقة حظوة بزيارته الميمونة قبل ما يقترب من سبعة عقود واليوم ابنه الأمير الحسام الذي تتشرف المنطقة بإمارته عليها للفترة الثانية بعد أن حظي بثقة ولي الأمر هذا العام .

نعود لقرية الموسى التي تعتبر اليوم أول قرية في منطقة الباحة يعاد تنظيم مبانيها القديمة المبنية بالأحجار والأخشاب التي عاشت مئات السنين وعاش فيها الآباء والأجداد والأبناء والأحفاد واليوم بجهود الشباب المتطوعين استطاعوا مسحها والقيام بتنظيفها من كل الشوائب العالقة ومن بينها يذكر لي الأخ يحي آل عازب أنه كانت تنبعث من داخلها بعض الروائح والأصوات فوجدوا بها ضباع تفترس بعض الحيوانات وتأتي بها داخل بيوتها المهجورة حتى شعر بها المارة بين ردهاتها ومساريبها وطرقاتها فجاءت الفكرة لتنظيفها وإعادة بنائها وإنارتها ورصف طرقاتها حتى تكون مستقبلا رافدا سياحيا كما هي ذي عين في محافظة المخواة بتهامة مؤكدا بأن الفكرة تم طرحها على ابنها البار رجل الأعمال الشيخ سعيد العنقري ” أبو سامي ” فبارك الخطوة وقام بزيارة للقرية بحضور معرف القرية الشيخ عبد الله فاضل ومحدثنا وتم تشكيل لجنة حيث تم تكليف الأخ يحي مع بقية الأعضاء من قبل العنقري بمتابعة مشروع إعادة تأهيل القرية بما يتفق وجمال البناء القديم بالحجارة والخشب لحمايتها من التساقط وعوامل الجو التي أثرت على عشرات البيوت فيها وحولتها إلى مأوى للحيوانات السائبة الضالة والوحشية وللحشرات السامة بفعل الظلام وخلوها من السكان الذين انتقلوا لمساكنهم العصرية في أطراف القرية على سفوح جبالها حتى غدت أقرب للمدنية منها للقروية كما هو حال جميع قرى المنطقة بفعل التنمية الشاملة .

الشيخ العنقري تكفل ماديا بما يترتب على هذا المشروع الأول من نوعه في قرى السراة والتي أصبحت بعد وصل المشروع لمرحلة متقدمة حيث يزورها بنفسه لمتابعة المشروع الذي قد يتم افتتاحه قريبا نتمنى يكون نموذجاً يحتذى لكثير من قرى المنطقة التي نرجو من موسريها وهم كثر أن يتأسوا بهذا الرجل الذي أنفق قرابة خمسين مليونا على مشروعات أهلية مماثلة في مجالات الثقافة والتعليم والرياضة والزراعة والتعاون والشباب والخدمات الاجتماعية والخيرية في الوقت الذي لا يريد من وراء هذه الأعمال غير وجه الله ثم خدمة المجتمع في المنطقة سواء في مسقط رأسه أو في مواقع أخرى متفرقة بعيدا عن الشهرة والبحث عن الأضواء .

قرية الموسى لها قصب السبق في وصول خدمات حضارية في وقت مبكر سبقت غيرها بسبب تعاون وبذل الشيخ العنقري شخصياً الذي أوصل لها الكهرباء والهاتف قبل وصولهما من مشاريع عمّت المنطقة وبهذا السبق اليوم تسبق غيرها بدعمه لتكون أول قرية يعاد ترميم مبانيها وتأهيلها لتصبح وجهة سياحية مستقبلاً وبالتأكيد ستحاط بعناية ورعاية تحافظ عليها من أي عبث مستقبلا وفي هذا المجال أتمنى من أبي سامي تبني نقل متحف عبد الله رافع الخاص إلي هذه القرية في أحد بيوتاتها الواسعة ليضيف لها تراث المنطقة بوجه عام والقرى المجاورة للموسى والمنطقة بوجه عام والذي بناه في عشرات السنين ويضم مئات القطع الثرية التي حظيت بمشاهدة مئات السياح وكان للنادي الأدبي بالباحة حظوة بزيارة هذا المتحف في منزل صاحبه في مهرجانات وملتقيات النادي العربية وكان محل ثناء الوفود الذين زاروه كما أتمنى أن ينضم من شباب القرية المتطوعين من يرشد الزائر ويقوم بالشرح عن هذه القرية في مواسم الاصطياف مثلا وأن تعاد بداخلها بعض عاداتها القديمة في الأعياد مثلا والزواجات والاجتماعات مع الاحترازات الصحية المعمول بها في فترة جائحة فيروس كورونا وأن تحظى ببعض البرامج التي تميزها بعد الانتهاء من مراحل الترميم وأن تتم متابعة مبانيها مستقبلا وخاصة في فصل الشتاء حتى لا تتأثر بعوامل الشتاء وسقوط الأمطار لتبقى علامة فارقة في التجديد .

انعطاف قلم :

أراها مناسبة لأهنئ فيها سعادة المهندس سامي سعيد العنقري بعضويته في أول مجلس تأسيسي لشركة أمانة منطقة الباحة الحكومية ممثلا للقطاع الخاص بموافقة معالي وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان داعين له ولبقية أعضاء المجلس بالتوفيق والسداد في تنفيذ خطط واستراتيجيات الشركة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button