المقالات

السعودية تقود العالم “الأخضر”

سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بحنكته، وتطلعاته ورؤاه الثاقبة، وجّه بوصلة المملكة نحو الاتجاه “الأخضر” ورسم لها معالم الطريق لقيادة الحقبة الخضراء القادمة، وذلك بإعلانه مؤخرًا – رعاه الله – لمبادرتي: “السعودية الخضراء”، و”الشرق الأوسط الأخضر” اللتين سيجري إطلاقهما في القريب العاجل، وستتضمنان عددًا من المحاور والموضوعات الطموحة، لترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة، ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، ولتسهمان بشكل قوي بتحقيق المستهدفات العالمية، ولتدلان على الاهتمام الذي تُوليه المملكة العربية السعودية، بمجالات الحفاظ على البيئة والعمل المناخي الدولي؛ حيث أوضح سموه – يحفظه الله -، أنه سيُعلن عن تفاصيل مبادرة السعودية الخضراء خلال الأشهر القليلة القادمة، والعمل على إطلاق تجمع إقليمي بحضور الشركاء الدوليين لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الربع الثاني من العام المقبل، مؤكدًا – رعاه الله – أن هاتين المبادرتين تأتيان تعزيزًا للجهود البيئية القائمة في المملكة العربية السعودية خلال السنوات السابقة، وفق رؤية 2030، وأنهما تأتيان كذلك، انطلاقًا من دور المملكة الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، واستكمالًا لجهودها لحماية كوكب الأرض، خلال فترة رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي.
فلا غرو أن هاتين المبادرتين الحيويتين قد أحدثتا صدىً كبيرًا لدى المنظمات الدولية والإقليمية المختصة وذات العلاقة، التي بدورها سارعت بالترحيب والإشادة وتثمينهما بهما فور إعلانهما، ووصفتهما بأنهما ينمّان عن إحساس عالٍ لدى قيادتنا الرشيدة – حفظها الله – بالمسؤولية، وتُجسدان على أرض الواقع، الاهتمام الكبير الذي توليه بلادنا العزيزة لدعم المنظمات الدولية والإقليمية المختصة بهذا المجال الحيوي والمهم، ومساندة ودعم البرامج التي تقوم بتنفيذها على المستوى الدولي والإقليمي لتحقيق الأهداف البيئية على مختلف الصُّعُد، ممّا يؤكِّد الدور الريادي للمملكة تجاه القضايا الدولية المشتركة، ويعكس المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المملكة تجاه العالم والإنسانية؛ وذلك بوصفها من الدول الرائدة في إنتاج الطاقة وتصديرها؛ حيث ستسهمان في تعزيز أدوارها الفاعلة والمؤثِّرة في تحقيق استقرار أسواق الطاقة العالمية بشكل عام، وأسواق النفط والغاز بشكل خاص؛ حيث قال سيدي سمو ولي العهد – حفظه الله – في هذا الخصوص: “إنه بصفتنا منتجًا عالميًا رائدًا للنفط، نُدرك تمامًا نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مِثلُ ما تَمثْل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة”. هذا من جهة.. ومن جهة أخرى، يعكس الإدراك العالمي للدور المنشود لهاتين المبادرتين، وتأثيراتهما المتوقعة الكبيرة في دعم الجهود الدولية في مجالات تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والحد من التغير المناخي والتكيف على تأثيراته، ومكافحة التصحر، واستعادة النظم البيئية المتدهورة، والحرص على حماية الطبيعة، والعمل على تحقيق المستهدفات العالمية المتعلقة بهذا الشأن، بجانب الإسهام في إيجاد حلول لمسألة التغير المناخي والاحتباس الحراري في العالم، والتي باتت تُشكِّل في وقتنا الحاضر، هاجسًا من أهم الهواجس البيئية التي تؤرق المجتمع الدولي، وتحتاج مواجهته لقرارات وإجراءات حازمة مثل التي أعلن عنها سيدي سمو ولي العهد، الذي أوضح – حفظه الله- أنه بينما لا يزال هناك الكثير الذي يتوجب القيام به إلا أن المملكة مصممة على إحداث تأثير عالمي دائم وانطلاقًا من دورها الريادي، ستبدأ العمل على مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والشرق الأوسط، وتسعى بالشراكة مع الأشقاء في دول الشرق الأوسط، لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط، مبينًا أن البرنامج يهدف لزراعة 50 مليار شجرة، وهو أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم ، وهو ضعف حجم السور الأخضر العظيم في منطقة الساحل، والتي تعتبر ثاني أكبر مبادرة إقليمية من هذا النوع.
وبمثل ما عبّر عنه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – رعاه الله – بقوله: “أنا فخور بالإعلان عن مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وهذه مجرد البداية، تحتاج المملكة والمنطقة والعالم أجمع إلى المضي قدمًا وبخطى متسارعة في مكافحة التغير المناخي”، فقد عبّر أفراد الشعب السعودي – بل العربي والإسلامي والعالم أجمع -، عن فخرهم واعتزازهم بهاتين المبادرتين الطموحتين، متمنين لها التوفيق والنجاح، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يديم على قادة بلادنا العزيزة فضله، وأن يمتعهم بالصحة والعافية، ويسبغ عليهم نعمه، ويمدهم بطول العمر، وأن ترفل مملكتنا العزيزة بنعم الأمن والأمان والاستقرار والتنمية، وتتمتّع بالازدهار الدائم، وأن يديم الله سبحانه وتعالى على الجميع اللحمة الوطنية والخير العميم، في ظل قيادتنا الرشيدة – أيّدها الله -، إنه سميع مجيب الدعاء،،،
————————-
* عميد معهد البحوث والدراسات الاستشارية بالإنابة بجامعة أم القرى.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button