المقالات

الصين أم أمريكا..ماراثون !

وضحت شكل المواجهة ومعالمها بين الصين وأمريكا مع الاتفاق الاستراتيجي بين إيران والصين، والذي يمتد لخمس وعشرين سنة قادمة تشمل التعاون في شتي المجالات، وبدأت الصين الماراثون والسباق لمسافات طويلة خارج نطاقها الجغرافي، وتأخر العداء الأمريكي الذي استلم عصا الماراثون من ترامب في هذا السباق لانشغال إدارته الجديدة بقضايا خنفسائية، ولم يسرع في رسم استراتيجية للمواجهة، ويبني تحالفات جديدة للحاق بالركب وربما يخسر الماراثون.

إن تباطؤ أمريكا ومداهنتها وسكوتها على سلوك إيران الخبيث في المنطقة سيكلفها الكثير لاحقًا، فلم يخرج الاتفاق الإيراني الصيني اليوم إلا بعد رحيل ترامب الذي أرعبهما طيلة فترة رئاسته، ولم نشهد من الرئيس بايدن إلا تفعيل قرار ترومان رقم 5714 NSC عام 1957م لعزل أي قوة تريد السيطرة على الشرق الأوسط ومنابع النفط باستخدام القوة النووية أو ما يعرف بتوجيه التسليح نحو منطقة الهندو هادي أو الهندو باسفيكي، وهو تأطير قانوني لاستخدام الأسلحة النووية، ولكن هل ينفع ذلك الآن ؟

لم تتجرأ العدوتان اللدودتان لأمريكا: الصين ، وإيران على هذه الخطوة في عهد الرئيس ترامب، ولكن فعلتمها في عهد بايدن والساسة الأمريكيين يتفرجون على المشهد.

متى تستيقظ أمريكا من سباتها وتتصدى لخطر إيران نحو أصدقائها ومصالحها في المنطقة ؟ لقد زادت وتيرة العبث الإيراني عبر أذرعها في اليمن، والعراق، وسوريا وغيرها بسبب عدم وجود ردع لها من أمريكا لا على المستوى العسكري، ولا السياسي فقط على المستوى الاقتصادي، وسوف ينتهي السباق والماراثون على النفوذ والسيطرة وحكم العالم إلى العداء الصيني؛ إذا ما ظل الوضع على ما هو عليه الآن، ولكن يستطيع العداء الأمريكي حسم السباق نحو خط النهاية إذا ما غير سريعًا من استراتيجيته، ورفع العصا لإيران التي شغلته بمليشياتها، وأبعدته عن قلب المعركة الدولية التي أساسها بسط النفوذ والتوسع الجغرافي مستخدمة هذه المرة التقنية الصينية بعد فضح التقنية الإيرانية، وتعريتها أمام العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى