ميسه الحارثي

قلق الانفصال

الإنسان مخلوق عاطفي يأنس بمن حوله؛ ولذا من الطبيعي أن يقلق الإنسان بخصوص الأشخاص العزيزة على قلبه، ويخاف أن يستيقظ ذات يوم وقد فقد أحدهم، يبدأ قلق الانفصال مع الإنسان منذ طفولته فتجد الطفل متعلقًا بوالديه، ويأنس بوجودهم ويتوتر عند غيابهم، وبتقدم الإنسان في العمر يقل هذا القلق تدريجيًا، ولكن قد يزيد قلق الانفصال عن حده متحولًا إلى حالة مرضية تستدعي العلاج.

ما هو قلق الانفصال؟
بوصول الطفل إلى الحياة يبدأ بالتعرف على والديه وأفراد عائلته ويتعلق بهم، ويشعر بالغربة والتوتر عند غيابهم عن ناظريه، ,عند زيادة قلق الانفصال عن حده يتحول إلى حالة مرضية تُسمى اضطراب قلق الانفصال.
الطفل المصاب بقلق الانفصال تطارده الأفكار دائمًا حول فقدان أحد والديه أو أحبائه مما يصيبه بالتوتر والاضطراب الشديد عند غيابهم؛ ولذا تجده دائم الحرص على التواجد بجانبهم، يؤثر قلق الانفصال على أنشطة الطفل المدرسية وأموره الحياتية، وتظهر أعراضه جلية على الطفل.
أعراض قلق الانفصال
يُصاب الطفل بالاضطراب والقلق عند غياب والديه أو أحبائه، وقد تظهر عليه أعراض مثل:

● الشعور بالتوتر والقلق عند وجوده بعيدًا عن المنزل في غياب والديه أو أحبائه.
● الخوف الدائم من فقدان أحد الوالدين.
● قد تراوده كوابيس حول تفكك العائلة أو موت أحد أحبائه نتيجة كارثة أو مرض.
● قد يسبب له قلق الانفصال أعراض جسدية كالصداع والشعور بالدوار وآلام في المعدة.
● لا يتكيف مع النوم وحيدًا، ولا يحب الذهاب للمدرسة.
● يشعر بالغضب والقلق عند توديعه لأحد والديه.

أسباب قلق الانفصال
تنقسم أسباب قلق الانفصال إلى شقين:

● الجينات
قد تلعب الجينات الموروثة من الوالدين دورًا في الإصابة بقلق الانفصال، كما قد يُصاب بقلق وراثي نتيجة خلل في التوازن بين النواقل الكيميائية في المخ.
● البيئة
تدفع ضغوطات الحياة وأساليب التربية والكوارث وغيرها من الأمور نحو الإصابة بقلق الانفصال.

عوامل تزيد من فرص الإصابة بقلق الانفصال
● ضغوط الحياة أو فقدان شخص عزيز.
● التاريخ العائلي.
وجود أحد الأقارب مصابًا باضطراب قلق الانفصال يزيد من فرص إصابة الشخص بنفس المرض؛ نتيجة العوامل الوراثية.
● الكوارث والمآسي التي تسبب فراق شخص عزيز.
كيف أعرف أن طفلي مصاب بقلق الانفصال؟
يشتمل تشخيص طفلك بقلق الانفصال على تحديد ما إذا كانت هذه مرحلة تطور طبيعية للطفل، أو تحولها مرحلة اضطراب، والتي تظهر أعراضها جلية على الطفل، وتؤثر على أنشطته الحياتية وأموره اليومية.
يقيم الطبيب حالة الطفل بعدة لقاءات نفسية يجريها له، ويناقش معه أفكاره ومشاعره، ويبدأ معه خطة لعلاجه، والتغلب على قلقه.

علاج قلق الانفصال

بعد أن يقوم الطبيب بتشخيص الطفل يبدأ في الخطوات التالية:
● العلاج المعرفي السلوكي
عن طريق تعليم الطفل كيفية التعامل مع القلق، وكيف يتحكم في مشاعره، وعدم إعطاء الأمور فوق قدرها.
● الأدوية
يعتمد وصف الأدوية على حالة الطفل والمضاعفات التي طرأت عليه كالاكتئاب، وحالة القلق المفرط.

أسئلة شائعة
كيف أحمي طفلي من قلق الانفصال؟
لا يوجد طريقة فعالة للوقاية من قلق الانفصال، ولكن من الممكن مراقبة الطفل وعرضه على الطبيب في حالة ظهور أية أعراض للمرض.
ماهو قلق الانفصال عند الكبار؟
عادة ما يُصيب قلق الانفصال الأطفال، ولكنه يطول الكبار أحيانًا، وتكون أعراضه متشابهة مع أعراض المرض في الأطفال كما يكون مصحوبًا بمشاكل جسدية كالصداع والغثيان، ويؤثر سلبًا على عمله.

كيف أتعامل مع طفلي أثناء مرحلة علاج قلق الانفصال؟
● مساعدته على متابعة العلاج، وجلسات العلاج المعرفي السلوكي.
● تشجيعه وتوجيهه للاعتماد على نفسه بعيدًا عن وجود الأهل.
● ملاحظة ما يضايق الطفل، ويقلقه ومناقشة هذه الأمور مع الطبيب لتحسين خطة العلاج.

الخلاصة
قلق الانفصال هو مرحلة طبيعية في تطور الطفل إلا أنها قد تتحول إلى اضطراب مرضي يصيب الأطفال غالبًا، ويتميز بقلق مفرط على الأفراد المقربين من الشخص والخوف من فراقهم، يؤثر قلق الانفصال على أنشطة المريض الحياتية، وقد يقود إلى مشاكل عضوية أو نفسية، يحتاج المريض بقلق الانفصال إلى العلاج المعرفي السلوكي، وقد يحتاج أيضًا للعلاج من الأمراض النفسية الناتجة عن قلق الانفصال.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button