لم يعد هناك بدٌّ إلا الاعتراف بأن هناك أفكار صُنعت في بلاد غربية، وتبنتها في بدايات حركة التنوير التي بدأت في فرنسا، وتصادمت مع الكنيسة المتشددة، وبدأت تلك الأفكار تطور حتى هذه العصر عصر الاتصال المتدفق، أفكار رأينا فيها خطر على الهوية الوطنية، والهوية العربية، والإسلامية؛ بينما أن الكثير منها، وحين نقرأ تاريخنا العربي، والإسلامي نجدها إسلامية طوّرت في الغرب، وحين صدرت إلينا نظر إليها بأنها فكر هدام، وغزو فكري له خطورته علينا .
هذا واقع يجب الاعتراف به، ويجب علينا مراجعة ما يسمى بالفكر الإسلامي، والوقوف على بعض الأطروحات الفكرية، ونقدها، والنظر فيها، فهناك فكرة الخلافة الإسلامية، والنظر إليها على أنها النجاة، والمخلص للأمة الإسلامية ممّا هي فيه كما يزعم البعض، وكذلك في الطرف الآخر عند الأخوة من أصحاب المذهب الشيعي؛ إذ يرون خلاص الأمة في الإمامة لآل البيت عن من سواهم .
تلك القناعات إنما هي نتيجة ما يُسمى بالتراث، والفكر الذي سُمي نتيجة ظروف معينة بالفكر الإسلامي، وتارة يسمى بالتراث الإسلامي.
هل كان خلفاء الدول المُسماة بالخلافة الإسلامية على منهج إسلامي صافٍ في تعاملهم.
وهل إقامة الشعائر الإسلامية مرتبط بنظام معين، في التاريخ الإسلامي والعربي نجد ما يمكن قراءته من جديد قراءة واعية ناقدة ليست قراءة تسليم به، وليس التاريخ مصدر تشريع، وإنما هو شاهد على عصور بما فيها .
هناك ما يمكن أن نراه إسلامي المنشأ من مصادر التشريع الإسلامي كقوانين في الدساتير الغربية، وحين يُنادي بها البعض يرى في ذلك دعوة للتغريب، والعلمانية، والليبرالية تلك المصطلحات التي لم يفهمها الكثير فقط كلمات تلاك، ويرمى بها رموز لها تأثيرها هنا وهناك .
0