يقال أن الفرص رياح تهب على الجميع، ولا تمنح أحد قدسية الاستثمار مالم يكن هو بذاته ساعياً لها، مومن بوجودها، متطلع لحيازتها.
وكما قيل ” الحياة تمنح الكثير من الفرص ولكن.. للراغبين فقط”.
ترتبط الفرصة كثيراً بالندرة ولن نتخالف في هذا، ولكن جعلها منعدمة التكرار يخرجنا الى الشطط، فالذي أوجد الأولى قادر على إيجاد الثانية وربنا الثالثة كذلك، ونعم سنتفق جميعاً أنها غير متكررة الحدوث كثيراً ولكن قد تتكرر.
المواسم فرص، وبعض الأرواح فرص، والكثير من الأحداث فرص، فرمضان والحج يبقيان فرص متكررة، ولكن ليس كثيراً فمن عاش ستين سنة مثلاً بكل شهورها وأيامها وتفاصيلها لم يعيش فرصة الحج إلا ستين مرة فقط، وقل هذا في رمضان، وقل هذا أيضاً في مواسم عدة، بتلك الندرة اكتسبت مسمى الفرصة.
إذا هبت رياحك فاغتنمها
فإن لكل خافقة سكون
أعظم الغبن أن تلاحق خافقة سكنت، ومقبلة قد أدبرت، فأنت بين ندامة الفوات وفوات لن يدرك، وهذه فلسفة الفرص حين تبعث فيك الألم من جهات عدة، فمع بؤس الذهاب بؤس الندم.
تتثاقل المجالس بتكرار الأمثلة لدرجة الامتلاء أحيانا، ولا يخلو مجلس من تلك الأمثلة، ولكن للأسف.. ما يضيع أكثر مما تحصل، ولا تأتي ذكراها إلا على سبيل الندم، وقلما يأتي الجانب المضي من مرويات الاقتناص الأمثل.
تبقى العداوة أزلية بين الفرصة والكسل، وهذا مما اتفق عليه الكثير ومما اتفق على الأكثر أن الفرص لن تأتيك أبداً تحت مسمى الفرصة، بل تحت وسم “العمل الشاق” كما يقال.
أخيراً… تذكرْ جيداً ضبابية الفرصة، وحاجة الجد للوصول إليها، ولن تحتاج الى عبارات الندم على ذلك الفوات المر.