فقدان الشهية العصبي هو أحد الأمراض النفسية المتعلقة بمشاكل في التغذية والأكل؛ حيث يعاني مريض فقدان الشهية العصبي من فقدان شديد في الوزن، ويتميز بالقلق الشديد من زيادة الوزن مما يدفعه في بعض الأحيان لممارسة الرياضة بشكل مكثف أو اتباع حمية غذائية قاسية.
فقدان الشهية العصبي هو أخطر الاضطرابات النفسية المتعلقة بالأكل على صحة الإنسان، والذي قد يؤدي في بعض الحالات الشديدة إلى الوفاة.
تلعب بعض العوامل سببًا في الإصابة بهذا المرض كثقافة المجتمع والبيئة المحيطة بالإنسان، ونظرة المجتمع للعلاقة بين النحافة والجمال.
ماهي اضطربات الطعام وأنواعها؟
هي مشاكل نفسية تؤثر على سلوكيات الشخص نحو الطعام، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع:
● النهم: حيث يُصاب الشخص بالشراهة نحو الأكل، وعدم القدرة على حجب نفسه عن الطعام.
● الشره العصابي: وهو كالنوع السابق إلا أن الشخص يستخدم أدوية الملينات بعد الأكل للتخلص من الطعام.
● فقدان الشهية العصبي: هو أقل هذه الأنواع انتشارًا إلا أنه أكثرها خطورة.
الأعراض والمضاعفات
أعراض فقدان الشهية العصبي
يعاني المريض من عدة أعراض على المستوى البدني والنفسي مثل:
● نقصان شديد في الوزن.
● الاكتئاب.
● جفاف الفم.
● عدم القدرة على تحمل البرودة.
● فقدان كميات كبيرة من دهون وعضلات الجسم.
● مشاكل في الذاكرة والتفكير.
● الشعور بالدوار والتعب.
● التعرض للإمساك والانتفاخات.
● اضطرابات في الدورة الشهرية للمرأة.
كما يعتري مريض فقدان الشهية العصبي بعض الهواجس والأفكار مثل:
● الشعور بالسمنة على الرغم من كونه نحيفًا.
● القلق الشديد من السمنة.
● ممارسة الرياضة بشكل مفرط خوفًا من اكتساب الوزن.
● تغير في عاداته الغذائية والأطعمة التي يتناولها.
● اتباع حمية غذائية حادة، والاهتمام المفرط بحساب السعرات الحرارية في الغذاء، والتقليل منها.
مضاعفات فقدان الشهية العصبي
تبدأ العلامات الحيوية للشخص في التأثر، وقد يتطور المرض في حالة عدم علاجه إلى:
● حصول ضمور أو ضرر لبعض أعضاء الجسم خاصة المخ والكليتين.
● انخفاض في ضغط الدم واضطراب في معدل ضربات القلب.
● انخفاض في معدل التنفس.
● فقدان للشعر.
● هشاشة العظام.
● خلل في التوازن بين معادن الجسم كالصوديوم والبوتاسيوم.
● التعرض للجفاف.
أسباب الإصابة بفقدان الشهية العصبي
لا يوجد سبب واضح للإصابة بهذا المرض إلا أن هناك بعض العوامل التي تلعب دورًا في ذلك مثل:
● الجينات، بالإضافة لوجود تاريخ مرضي للعائلة.
● الهرمونات: حيث إنها تلعب دورًا هامًا في ضبط أنشطة الجسم والحالة النفسية له والتحكم في رغباته.
● الثقافة المجتمعية: حيث تربط بعض المجتمعات بين النحافة والجمال، مما يصيب بعض النساء بهاجس السمنة؛ فيتبعن حمية غذائية حادة ويمارسن الرياضة بإفراط، وغيرها من السلوكيات للوصول إلى وزن مثالي في نظرهم.
● تفكير الشخص بالوصول للمثالية والكمال.
في المعتاد تبدأ أعراض الإصابة بفقدان الشهية العصبي في سن المراهقة وبداية سن الشباب، وتشيع في الإناث أكثر من الذكور.
التشخيص
يقوم الطبيب بالفحص العام للبحث عن وجود مرض قد يكون هو السبب في خسارة الوزن، كما يقوم ببعض الفحوصات المعملية مثل:
● تحليل صورة الدم.
● تحليل البول.
● تحليل وظائف الكلى: لمعرفة الحالة الصحية للكلية.
● تحليل وظائف الكبد.
● تحليل كثافة العظام.
● تحاليل الغدة الدرقية.
● تحليل نسب البروتينات في الجسم.
علاج فقدان الشهية العصبي
يعد علاج هذا المرض من الأمور المعضلة، كما أن في بعض الأحيان يرفض المريض الاعتراف بحالته، وهذه هي بعض الطرق المستخدمة في العلاج:
● العلاج النفسي
حيث يلعب هذا العلاج دورًا مهمًا في إعادة ضبط مفاهيم الشخص المصاب ومحاولة تغيير تفكيره نحو الأكل، والتقليل من خوفه الزائد من اكتساب الوزن.
لا يتوقف العلاج فقط على المعالج النفسي، فمشاركة العائلة والأصدقاء في العلاج يساعد على تحسن حالة المريض.
● الأدوية
توجد بعض الأدلة العلمية على فائدة بعض الأدوية النفسية في علاج فقدان الشهية العصبي، وقد يكون تأثيرها ضعيفًا أو متوسطًا إلا أن استخدامها قد يلعب دورًا في العلاج.
عادة ما تستخدم أدوية مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين المستخدمة في علاج الاكتئاب؛ حيث تعمل على تحسين الشهية.
● التغذية
عند البدء في العلاج ينبغي وضع خطة غذائية تناسب تلك المرحلة، ووزن المريض من نوع الأغذية، وكمياتها ومواعيد الوجبات وغيرها من الأمور.
تكون خطة التغذية بطيئة للوصول لمرحلة الوزن السليم بدون التأثير على صحة الجسم، وبما يناسب الخطة العلاجية ككل.
● الحجز في المستشفى
قد يحتاج المريض للحجز في المستشفى في بعض الحالات الشديدة التي وصلت لمرحلة خطيرة من المضاعفات كالجفاف، وسوء التغذية لاتخاذ الإجراءات المناسبة مع حالته.
هل يؤثر فقدان الشهية العصبي على الحمل؟
يقود هذا المرض إلى عدة مشاكل كما ذكرنا، بالإضافة إلى أنه يؤثر على خصوبة المرأة وقد يقود للآتي:
● يقلل من فرص حصول عملية التبويض اللازمة لحدوث الحمل.
● يؤدي لاضطرابات في الدورة الشهرية.
● الولادة المبكرة في حالة حدوث الحمل.
● الولادة القيصرية.
● يزيد من فرص الإصابة بمتلازمة اكتئاب ما بعد الولادة.
● سقط الجنين.
الخلاصة
فقدان الشهية العصبي هو أحد المشاكل النفسية المتعلقة باضطرابات الطعام والتغذية، يعد فقدان الشهية العصبي أخطر اضطرابات الطعام وأقلها شيوعًا، قد تكون الإصابة بهذا المرض مرتبطة ببعض الثقافات المجتمعية أو مشاكل أخرى، علاج هذا المرض ليس بالأمر الهين ويحتاج إلى الوقت، ويشتمل على العلاج النفسي والدوائي، ونظام تغذية مناسب للوصول بالمريض إلى بر الأمان.