في ظل هذا الظرف الصحي الاستثنائي العالمي (كوفيد19) وما أحدثه من تغيرات مؤلمة على طبيعة الحياة البشرية عموماً.. أصبح لزاماً على دول العالم قاطبة اتخاذ خُطوات إجرائية ناجعة في جميع المجالات الحياتية الاجتماعية منها والاقتصادية، والتعليمية ونتوقف تحديداً عند المجال التعليمي وما أُعد له من خطط عملية منظمة؛ لضمانة استمرارية العملية التعليمية للطلاب والطالبات. وهذا ماسارعت به هنا وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية من إيجاد وسيلة تعليمية فاعلة لأكثر من 6 ملايين طالب وطالبة تكون البديل المناسب عن الحضور للمدارس في جميع المراحل الدراسية فكان الحضور الافتراضي للطلاب والطالبات عبر منصة مدرستي. وأضحى التعليم التفاعلي عن بعد هو الواقع الإلكتروني المعتمد لكامل الأسرة التعليمية؛ للتعامل مع هذه الأحداث المستجدة على وجه الأرض كافة.
وعلى الفور بدأت وزارة التعليم الملحمة الوطنية للتعليم التفاعلي عن بعد بتكثيف جهودها الإدارية والتعليمية بدءً من القيادة العليا في رسم الخطط التشغيلية عبر المهام والمسؤوليات المقررة، ومروراً بالقيادة الوسطى للإشراف والمتابعة، ووصولاً للقيادة الدنيا للعمل وللتنفيذ وفقاً للأنظمة والتعليمات الصادرة. وعملت الوزارة أيضاً جنباً إلى جنب مع وسائل الإعلام الرسمية؛ بالتوضيح والشرح لإيصال الرؤية الطموحة والتعامل المفترض مع هذه الجائحة بطريقة متميزة ومرنة ومتوافقة مع قدرات الطلاب والطالبات، والقيام بزيارات شاملة من القيادات التعليمية للميدان التعليمي لبث المزيد من التوجيه وتقديم الدعم اللازم والمساهمة في إنجاح العام الدراسي الاستثنائي فكانت في المجمل تجربة تعليمية جميلة أظهرت نتائج إيجابية عديدة من حيث: إمكانية تخطي الصعاب وتجاوز العقبات، والعمل بروح الفريق الواحد وبأقصى جهد ممكن، والاستكشاف الابتكاري لأعمال من صميم المنهج وبرز ذلك جلياً من خلال مسابقة منصة مدرستي وغيرها، والتكاتف والتعاون بين المدرسة والمنزل في تقديم كل مايمكن تقديمه لمصلحة الطالب، واستمرارية المناشط الوطنية والاجتماعية بصورة مبدعة، إضافة إلى استعداد الطلاب للإقبال على خوض غمار المستقبل وخاصة في العالم الافتراضي وتحقيق الأهداف المنشودة في التعليم، وغيرها من النتائج المأمولة.
إن من المؤكد أن وزارة التعليم قامت بتقييم هذه التجربة التعليمية الوطنية الواعدة عبر معرفة الإيجابيات وتعزيزها، ورصد السلبيات والعمل على تجاوزها. وعلى أية حال تعد هذه التجربة التعليمية قياساً بحداثتها وبالوضع المصاحب لهذا الظرف الصحي ناجحة إلى حد كبير. فقد هيأت هذه التجربة للطلاب والطالبات التعامل المباشر مع التقنيات الحديثة، كما أتاحت الدخول للمواقع المختلفة للحصول عن المعلومة عبر محركات البحث العالمية، والأهم من ذلك كله الاعتماد على الذات في حل الإشكاليات المصاحبة أثناء تلقي الدروس وكأنها رسالة ذات قيمة هادفة بأن لامستحيل يقف أمام المتلقين في تحصيل العلوم والمهارات متى ماوجدت الرغبة في النفس واستحضر الشغف في الفكر. ونستطيع وباسم جميع منسوبي وزارة التعليم من مسؤولين، وقادة، ومعلمين، ومعلمات، وطلاب، وطالبات أن ننقش في سماء المجد وبحروف من ذهب مجلدات شامخة عنوانها: “الملحمة العظيمة للتعليم السعودي عن بعد”.