ما أجمل أن نقف أمام الله تعالى في كل الأحوال والأوقات بكل خضوع، وما أجمل أن نرتل آياته بكل خشوع.
فبالقرآن الكريم تزيد سعادتنا، ونحن نحلّق في هذا الملكوت نستشعر الرّحمات الرّبانية، ونشعر بالنّفحات الإيمانية فتلاوته تشرح الصدور، وتبعث على الراحة والاطمئنان، وتدبّر آياته تهدينا الحكمة وتزيد الإيمان، وتعلّمه وتعليمه رفعة للمقام وعلوٌ للشأن. ج
وما أجمل أن نتلذذ دومًا بالقرآن؛ لنقترب من الرحمن، ونأنس بالكريم المنّان؛ فهو كتاب الله المبين وحبله المتين وصراطه المستقيم المنزّل على رسوله الكريم بلسان عربي مبين، يسّره الله للذّكر ففتح به أعينًا عميًا، وأسمع آذانًا صمًا وأهدى قلوبًا غُلفا، ضمن بها السعادة لمن يتلوه حق تلاوته، ويتفقّه في أحكامه.
كتاب أُحكمت آياته من لدن حكيم خبير فيه من المعجزات العظيمة والنفائس الثمينة ما يدعو القارئ إلى مزيد من التأمّل والتفكّر والتدبّر .. تجعل من يتبصّر بوعي وحكمة يسبّح الخالق العظيم آناء الليل وأطراف النّهار .
كتاب يهدي القلوب وينير الحياة ويبهج الأرواح، رفيق لصاحبه في المدلهمّات وشفيع له بعد الممات.. يرتقي به أعلى الدّرجات. يؤنس الوحشة ويواسي في الغربة. إذا أقبلنا عليه بقلوبنا فزنا وغنمنا، وإن هجرناه خسرنا وندمنا، به تطمئن الأرواح، ويرتقي الفكر وتعلو الهمم.
فما أجمل أن نتلذّذ بالقرآن، فهو من أعظم أسباب السعادة في الحياة، وفي الآخرة من أهم أسباب النجاة. بركة في العمر والأوقات وزيادة في المثوبة والحسنات، شفاء للنفوس المثقلة والأجساد المُتبعة.
تشرق وجوه أهل القرآن في الدنيا بالوضاءة، ويلبسهم في الآخرة تاج الكرامة، وأهل القرآن تعرفهم بسيماهم وأخلاقهم، الذين جعلوه منهاج حياة يسترشدون بأمره وهداه ويقفون عند حدوده ونواهيه، فبان أثره في حياتهم، وتعاملاتهم وآدابهم، وجميع شؤونهم.
وما أجمل أن نستغل الساعات الطيبة مما تبقى من العشر الأواخر من الشهر المبارك بملازمة كتاب الله العزيز تلاوة وتدبرًا وفهمًا.
فكم نحن بحاجة إلى التّلذّذ بالقرآن الكريم، والتأمّل في آياته البينات.
وقفة:
لقد ابتهجت كغيري عندما سمعت الطفل السعودي من المدينة المنورة الذي ختمت والدته الصينية القرآن الكريم مائة مرة أثناء حملها به، وقد حفظ كتاب الله قبل السابعة من عمره، يرتله أجمل ترتيل بعدد من القراءات، ويحفظ الحديث يعكس أجمل صور التربية الإسلامية، لنعلم أن الأم خير من يعدّ الأبناء للحياة.