عبدالرحمن الأحمدي

مابين الفرح والجائحة.. عدت ياعيد

إحصائيات يومية عبر القنوات الرسمية تصدر من قبل وزارة الصحة بشأن أعداد المصابين بفايروس كورونا المستجد (كوفيد19) تتراوح هذه الأعداد حول الألف حالة جديدة تزيد أوتنقص، إضافة إلى الحالات الحرجة وحالات الوفاة وغيرها. وهي إحصائية تكاد تكون مطابقة تماماً للأعداد الحقيقية باستثناء بعض الحالات لبعض الأسر التي لم تقم بالإبلاغ عن المرضى المصابين لديها واتخاذ إجراءات رسمية بشأن هذا الفايروس والاكتفاء بالعزل داخل المنزل مع استخدام طرق بديلة للاستشفاء قد تكون مناسبة أحياناً وقد تكون غير فاعلة في أحيانٍ أخرى. ومازال المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور محمد العبدالعالي يحذر الجميع من مخاطر هذا الفايروس وسرعة انتشاره، وينصح في الوقت نفسه اتباع الاحترازات الوقائية وخاصة في الأماكن العامة المكتظة بالجمهور.

و حقيقةً مايثير القلق في الوقت الحاضر هو التهاون بالإجراءات الإحترازية في مناسبة عيد الفطرِ المبارك. وهي بلاشك مناسبة جميلة يحرص الجميع عليها بطبيعة الحال تجمع الأقارب والجيران والأصدقاء في مكان واحد ووقت واحد؛ لتبادل المشاعر الخاصة بهذه المناسبة من تهنئة وسؤال واطمئنان عن الحال ولكن للأسف قد تكون مأساتها أكبر من الفرحة باللقاء والاجتماع. فمن المعروف أن أعداد هذه المناسبة لاتقل في الغالب عن 50 شخص وتصل إلى 100 شخص أو أكثر وفقا لحجم الأسرة وتفرعها وفي هذه الحالة إمكانية الإصابة بالفايروس كبيرة من شخص مصاب قد يعلم أنه مصاب أو حتى لايعلم ففي كل الأحوال لاينفع الندم في حال نقلها لأشخاص آخرين وخاصة لكبار السن، أو من لديه أمراض مزمنة وخاصة في الجهاز التنفسي.

إن من المأمول من جميع الأسر الاحتفاء بمناسبة عيد الفطر المبارك بأعدادٍ محددة من الأجدر أن لاتتجاوز أقارب الدرجة الأولى من الوالدين والأخوان والأخوات وهذه المشاركة الأسرية السعيدة تكفي لإظهار البهجة والفرح والسرور بين أفراد الأسرة وسيكون العام القادم الاحتفاء بصورة أكبر بإذن الله تعالى. حينها يكون هذا الفايروس المؤلم قد تلاشي تماماً ولم يعد له أثر، أو أصبح أقل خطراً على أقل تقدير. وندعو المولى عز وجل السلامة للجميع دائماً وابداً وأن لانفقد من نحبه من أقارب وجيران وأصدقاء بسبب فرحة عابرة كان من الممكن ألا تزيد كثيراً من الحضور. ويكفي من فقدناه منذ بدء هذه الجائحة الصحية وحتى هذه اللحظة، وأن يحفظ الله هذا الوطن المبارك من كل شر و مكروه وسوء، وأن تزول هذه الغمة عن الأرض كافة.

وكل عام وأنتم بخير وسلامة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button