المقالات

فلسطين الجرح النازف

أرادت حكومة إسرائيل طرد الفلسطينيين سكان حي الشيخ جراح بالقدس فوقع الصدام بينهما وتجدد الصراع، ورغم ضعف التغطيات الإعلامية بل والتعتيم الإعلامي من قبل حكومة إسرائيل إلا أن سكان الحي قد كسبوا تعاطف العالم من حولهم؛ لأنهم أصحاب حق فبدأ الضغط العالمي على الحكومة العنصرية في تلابيب.
حماس وبعض المنظمات الفلسطينية اندفعت لحلبة الصراع؛ فأطلقت صواريخها فردت الحكومة الإسرائيلية على هذه الصواريخ بأضعاف مضاعفة بالعدد والقوة على رؤوس المدنيين العزل فقتلت، وهدمت بيوتهم، وشردت النساء والأطفال.
نسي العالم سكان حي الشيخ جراح بالقدس، وأخذت ماكينة الإعلام الغربية تنشر وتضخم صراع حماس والمنظمات الفلسطينية مع إسرائيل، وتصور صواريخها بأنه اعتداء على شعب آمن، وانقلبت المعادلة لصالح إسرائيل.
بعملية حسابية بسيطة للخسائر في الجانبين يتبيّن أن خسائر الشعب الفلسطينى أضعاف خسائر إسرائيل، وكالعادة الشعب الفلسطينى المسحوق هو من دفع فاتورة هذه النزوة، وهذه الجعجعة الحمساوية، وأن إسرائيل كسبت من هذه الأحداث مكاسب سياسية، وعسكرية، وتعاطف عالمي.
بنظرة عميقة لهذه الأحداث، وهذا السيناريو المرسوم يتضح أن هناك تدشينًا لحارس -وفي- جديد لإسرائيل كما نتج عن أحداث 2006 في لبنان حين أنتجت لنا حزب الله اللبناني الذي أصبح بعد ذلك الحارس الوفي لإسرائيل، والمفسد للبنان والمنطقة، والذي همش دور الحكومة اللبنانية وحيد جيشها ومقاوميها، وهذا ما يلوح بالأفق بالنسبة لمنظمة حماس.
تفوح رائحة طبخة تطبخها ايران بتنسيق عميق مع إسرائيل عبر عملائها وأذنابها باسم محور المقاومة الذي بالواقع هو محور حماية وأمن لإسرائيل، بتجميد وقد يكون قتًا بطيئًا لعملية السلام العربي الإسرائيلي لأن السلام الحقيقي في النهاية لا يتفق، ولا يخدم أهداف إسرائيل التوسعية، ولكنها كانت تحاور وتناور لامتصاص الضغوط العالمية لإجراء السلام، وهذه الأحداث والفرقعة تفك الخناق عنها.
قامت الدول العربية وأولها السعودية ومصر، وتقوم بجهود متواصلة لمساعدة الشعب الفلسطينى ومد يد العون له سياسيًا واقتصاديًا، وتحاول إنعاش عملية السلام المتعثر من عقود إلا أن هذه المحاولات يجهضها القادة الفلسطينيون في كل مرة، ويستمر الشعب الفلسطينى بدفع الثمن، ويستمر الجرح الفلسطينى ينزف، ويستمر لظى النار يتقد بقلوب العرب والمسلمين على القضية الفلسطينية والقدس.
استطاعت إسرائيل وداعميها من الغرب والشرق أن تفتت وتشتت الشعب الفلسطيني، وتزرع الخونة وتقلدهم الزعامات بالمنظمات الفلسطينية، كما استطاعت أن تشكل تحالفات عالمية مع أعداء العرب والمسلمين، ولكن لا يزال الشرفاء من الفلسطينيين، ومن العرب والمسلمين، وحتى من غيرهم ينافحون، ويفضحون تلك الخيانات،
وتبقى القدس ثالث الحرمين الشريفين وقبلتنا الأولى، ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم باذن الله منصورة وشاهدة على أنه لا تزال أمة محمد بخير، وستعود إسلامية مهما طال الانتظار فلا يصح إلا الصحيح.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button