هل هناك خطأ مكلف وآخر غير مكلف ؟
هل تتفاوت الأخطاء في تأثيراتها وكلفتها ؟
الجواب بدون تردد نعم،
وربما وأنت تقرأ هذه السطور قفز إلى ذهنك خطأ كلّفك الكثير، وكان برزخًا بين عهدين ماض لو عاد لما وقعت فيما وقعت فيه وحاضر تعض فيه أصابع الندم على ذلك الخطأ.
على الرغم من مضي زمن طويل إلا أن تأثيراته ماثلة في الحاضر والمستقبل، وهذا النوع تحديدًا ماعنيته بالخطأ المكلف.
كم من أناس فقدوا أعز مالديهم في لحظة مغامرة أو مقامرة، وربما طيش، وفي أحسن الأحوال سوء تقدير.
يُروى أن ملكًا خرج للصيد، واصطحب معه مجموعة من الندماء كالعادة، وفي ليلة من ليالي الأنس، وقد لعب الشراب برؤوسهم، وهم على صخرة مشرفة على الوادي قال النديم “الملقوف”: ماذا لو قُتِل رجلٌ وسال دمه على هذه الصخرة الملساء ياترى إلى أين كان يبلغ دمه؟
فما كان من الملك إلا أن أمر بقتله، وجعل دمه يسيل.
وفي الصباح وبينما الملك يتناول طعامه سأل عن النديم عاثر الحظ؛ فأخبروه الخبر فقال كلمته المشهورة “رُب كلمة قالت لصاحبها دعني”
لقد كلف ذلك الخطأ النديم حياته !
لتكن نارك دائمًا هادئة وادعة، وتحت السيطرة لتأتي قراراتك ناضجة شهية.
الندم والحسرة وبذل العمر في قول: ليت لن يجدي شيئًا، ولن يعيد الكأس المهشم لسابق عهده.
كلّما تقدم بنا العمر أصبحت الأخطاء أكبر فداحة وأخطر نتائج … لسبب بسيط أن الوقت قد لايسعفنا لنصحح أو نستدرك أو حتى نبرر
إن العودة للبداية أمر شاق جدا وحتى لو رجعنا، وهو المستحيل فلن تكون الظروف هي الظروف والمحيط هو المحيط بل ولا الناس هم الناس.
“فإياك والأخطاء المكلفة”
0