تختلف مشارب الناس من الجنسين للمال فهو زينة وشهوة شديدة تميل لها القلوب ميلا عظيما. فمنهم من يرد لحوض المال فيشرب زلاله وصفوه ولايرضى بدون ذلك، وغيرهم يشرب كدرا وطينا ولايبالي بما دون ذلك.
فالصنف الأول هم الرجال الذين فرضوا القيم والمبادئ والمنهج الديني القويم على الريال فأصبح وسيلة؛ لتحقيق أهداف دنيوية ودينية فكسب من حلال وأنفق بمباح وسلطه على هلكته بالحق بنوايا صادقة؛ لكسب الأجر والثواب فكانوا بإذن الله تعالى موافقين حديث النبي صلى الله عليه وسلم (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء).
والصنف الآخر غلبت شهوة المال عليهم وأصبح هو غايتهم وأصبح وأمسى الريال هو المتصرف وهو المنهج والمبدأ والقيم ولايبالون من أين يكسب؟ وكيف يجمع؟ فباعوا دينهم بعرض من الدنيا وحبوه حبا جما. ولايبالون بإنفاقه بمباح أوغيره فقد يذهب الحرام من حيث أتى.
والميزان الحقيقي الذي سوف نقف على وزن هذا المال بكيفية كسبه وإنفاقه ولا مفر من ذلك (يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية) (لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل: عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه) فهل أعددنا للسؤال جوابا..؟ وللنفس والجسد راحة بالاستقامه؟ اللهم أطب مطعمنا واستجب دعوتنا ولاتحيل بيننا وبينك.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.