يحتاج الإنسان إلى النوم كجزء أساسي من يومه، إذ إنه ضروري للحفاظ على الصحة العقلية والبدنية، وتُعد اضطرابات النوم من المشاكل واسعة الانتشار على مستوى العالم، والتي تؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان ومزاجه وإنتاجيته، ويعتبر الأرق من أوسع اضطرابات النوم انتشارًا؛ حيث يطول حوالي %30-10 من البالغين، والذي يكون له أثر سلبي على حياتهم.
ما هي اضطرابات النوم؟
● يطلق مصطلح اضطرابات النوم عندما يعتري نوم الشخص خللًا ما كقلة في مدته أو النوم في توقيت لم يعتد عليه الجسم أو الخلود للنوم في مكان صاخب وغير مريح وغير ذلك مما يمكن أن يطرأ على النوم؛ فيقلل من الفائدة التي يحصل عليها الجسم من خلاله.
● تشتمل اضطرابات النوم على عدة أنواع مثل:
○ الأرق: حيث يُعاني الشخص من صعوبة في النوم.
○ متلازمة تململ الساق: عبارة عن شعور الشخص برغبة لا إرادية بتحريك الساقين، ولا يستطيع إيقافها.
○ داء الخدار: يصيب هذا المرض الشخص برغبة ملحة ومفاجئة في النوم عدة مرات خلال اليوم.
○ انقطاع النفس النومي: إذ يتوقف تنفس الشخص فجأة؛ فيفزع من نومه.
كم ساعة يحتاج الجسم إلى النوم؟
● يختلف احتياج الجسم للنوم من شخص لآخر، ويبلغ متوسط احتياج الجسم حوالي 7-9 ساعات يوميًا للشخص البالغ.
● في حالة عدم حصول الجسم على قسطٍ كافٍ من الراحة؛ فإن هذا يؤثر على الصحة العقلية والبدنية للشخص كما يجعله عُرضة أكثر للأمراض كالاكتئاب وأمراض القلب والسكري.
الأرق
الأرق هو مواجهة صعوبة في النوم أو الاستيقاظ بعد مدة قصيرة من النوم وعدم القدرة على استئناف النوم بعدها، فيجعل الشخص غير قادر على أخذ القسط الكافي من الراحة.
قد يكون هذا الأرق عارضًا أو يكون مزمنًا، وفي حالة الأرق المزمن يُصاب الشخص بالأرق ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة.
أسباب الأرق
ينقسم الأرق تبعًا لأسبابه إلى نوعين:
الأرق الأولي:
يعرف الأرق الأولي بأنه ناتج عن أسباب غير مرضية مثل:
● التوتر الناتج عن ظروف حياتية أو القلق على فقدان شخص ما أو وظيفة أو لأي سبب آخر.
● عدم ملائمة المكان للراحة: كوجود ضوضاء أو النوم في مكان مضيء.
● تغيير مواعيد النوم بشكل مفاجئ.
● التعرض لشاشات الكمبيوتر والهاتف المحمول قبل النوم.
● شرب كميات كبيرة من القهوة أو الكحوليات.
الأرق الثانوي
يأتي الأرق الثانوي كنتيجة لحالة مرضية عقلية أو بدنية، كالآتي:
● مشاكل عقلية: الإصابة بالاكتئاب والقلق تعرض الشخص للأرق.
● مشاكل جسدية: تسبب الإصابة ببعض الأمراض كارتفاع نشاط الغدة الدرقية الإصابة بالأرق، أو مريض الربو الشعبي ومريض الكلى وداء باركنسون وبعض الأمراض الأخرى.
● الأدوية: بعض الأدوية مثل التي تستخدم في علاج ارتفاع الضغط ومضادات الاكتئاب.
● الصدمات: التعرض للصدمات كفقد شخص عزيز أو وجود كارثة مجتمعية وغيرها.
● كثرة الحاجة إلى التبول كالإصابة بتضخم البروستاتا، أو المرأة الحامل.
أعراض الأرق
● عدم القدرة على الدخول في النوم أو الاستيقاظ خلال النوم وعدم القدرة على استئنافه.
● الشعور بالتعب وعدم الراحة بعد الاستيقاظ من النوم.
● شعور بالإرهاق والدوار خلال اليوم.
● مشاكل في التركيز.
● قد يدفع الأرق الشخص للتصرف بعدوانية.
كيف يتم التشخيص بالأرق؟
يعتمد الطبيب النفسي في تشخيصه على اختبارات يُجريها بعد أن يحصل منك على بيانات تساعده على تقييم حالتك، وأيضًا يستبعد وجود أسباب أخرى للأرق كالأمراض العقلية أو البدنية.
علاج الأرق
● يعمل الطبيب النفسي أولًا على استبعاد وجود أمراض يمكن أن تكون هي السبب في الأرق.
● في حالة كون المصاب بالأرق يتعاطى أدوية لمرض ما، تنبغي مراجعة هذا الدواء مع الطبيب لأنه قد يكون السبب.
● تهيئة المكان للنوم بالاهتمام بنظافته وهدوئه، والبعد عن الإضاءة.
● الابتعاد عن شاشات الهواتف والتلفاز قبل النوم بفترة.
● تجنب شرب الكحوليات أو المنبهات كالقهوة.
● تحديد موعد معين للنوم يوميًا ليعتاد الجسم عليه.
● تجنب الحصول على قيلولة بالنهار.
● التقليل من شرب الماء، وتجنب الأكل قبل النوم.
● البعد عن القصص المثيرة للعواطف أو للحماس قبل النوم.
● محاولة الاسترخاء قبل النوم، وعدم التوتر أو التفكير في الأمور التي تقلق الشخص.
● ممارسة الرياضة.
● تناول الأدوية التي تساعد على النوم كالأدوية المضادة للاكتئاب، ولا ينبغي أخذها إلا تحت وصف وإشراف الطبيب، وللعلم فبعضها يسبب الإدمان.
الخلاصة
الأرق هو أحد اضطرابات النوم التي تُصيب الإنسان وهو من أكثرها انتشارًا، يعرف الأرق بأنه عدم القدرة على الدخول في النوم أو استئناف النوم، قد يكون سبب الأرق وجود مشكلة مرضية أو عدم أهلية المكان للراحة، يعتمد العلاج على تهيئة المكان جيدًا والبعد عن التوتر والعلاج إن كان سبب الأرق مرضًا في الجسم، قد يستدعي الأمر في بعض الحالات وصف أدوية تُساعد على الاسترخاء والنوم.