شرف الله المملكة بخدمة ضيوف الرحمن, ولم يدخر حكام هذه البلاد وسعًا منذ عهد الملك المؤسس ـ طيب الله ثراه ـ حتى هذا العهد المبارك في الرقي بالخدمات المُقدمة لضيوف الرحمن، والتيسير عليهم لأداء نسكهم في أمن وطمأنينة.
وأصبح لقب “خادم الحرمين الشريفين” أحب وأشرف لحكام المملكة من لقب “صاحب الجلالة” , وأول من اتّخذه الملك فهد بن عبدالعزيز عام 1986 ـ رحمه الله ـ, وهذا يعكس ما يحظى به الحرمان الشريفان من مكانة وأولوية لدى المملكة قيادة وشعبًا، ويترجم يوميًا في العديد من الخدمات والمشاريع الجديدة، وما يسخر من الإمكانات المادية والبشرية والتقنية التي تستهدف جميعها جعل رحلة الحج ميسرة وذكرى جميلة.
ورغم كل ذلك بقي ما هو أهم، وهو العنصر البشرى؛ خاصةً من يتعاملون مباشرة مع حجاج بيت الله من أرباب الطوائف, فقد رأت القيادة الرشيدة وبناء على دراسات وتوصيات الجهات المعنية تطوير التنظيم الحالي ليعكس بكفاءة الجهود المُقدمة على مستوى الأداء و الإدارة و الجودة.
لقد صدر نظام المطوفين المؤقت في 23 صفر من عام 1355هـ، وفي عام 1398هـ صُدر قرار بإنشاء مؤسسات الطوافة التي تُعد تطويرًا لخدمات المطوفين، وكانت أول مؤسسة طوافة هي مؤسسة حجاج تركيا، وتأسست عام 1402هـ ثم جاء قرار مجلس الوزراء في 27 ربيع الأول عام 1428؛ لتثبيت مؤسسات الطوافة، وإعادة هيكلتها وإلغاء الصفة التجريبية عنها، وكان وقتها عدد الحجاج قرابة 1.3 مليون حاج ومع رؤية المملكة 2030، والتي تعطي أهمية وأولوية لخدمات ضيوف الرحمن، والارتقاء بمستوى جودتها، صدر نظام مقدمي خدمات حجاج الخارج 17-9-1440، كما تم إنشاء الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
الدور اليوم على أبناء المطوفين ؛ ليقدموا خير ما لديهم لتحمُّل هذه الأمانة، وتلكم المسؤولية على طريقة ونهج الآباء الذين شرفهم الله بهذه الخدمة.