المقالات

التاجر… المفلس

تجارة مزجاة وفاسدة بجميع المعايير والمقاييس خاسرا فيها البائع والمشتري.. وربح من أوذي بها..! فهذه البيعة سوف يدفع حسابها بالآخرة لهذا المتضرر من هذه التجارة المفلسة التي هي الكذب والغيبة والنميمة بين عباد الله، والنمام والكذاب يفسد بساعة مايفسده الساحر بسنة من الفرقة وتغيير النفوس {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ) وهذه الشخصيات كثيرة التخفي ولاتستطيع المواجهه في حال الخلاف مع الآخرين؛ حتى لاينكشف خاصة أمام العقلاء الذين يخشى مجالستهم؛ لفقههم بهذه الأساليب. وعادة مايكون حاسدا وحاقدا على من يتميزون بخلاف شخصيته التي تعاني مرض نفسي سببه داء العظمة القارونية، وأكل حقوق الناس، أو نشأته وسط بيئة عائلية ومجتمعية ذات خلافات كثيرة لاتحل بطرق صحيحة؛ لعدم وجود القدوة الحسنة التي تحق الحق.. فيعيش أبناؤهم وسط هذه البيئة المضطربة التي تتفنن بالحيل والخداع. منقسمين إلى قسمين متناحرين بالباطل… فيكتسب أبناؤهم هذه الصفات كابرًا عن كابر، متوارثين المبادئ والقيم والسلوكيات المخزية في الدارين.. فينطلقون بهذا الأرث البغيض.. يتلمسون مصاحبة ومحبة من هم على شاكلتهم من أهل الأهواء، ومعادين من يخالفهم. وهذه الفئة لاتستطيع التخلي عن هذا السلوك المخزي بل كلما تقدم بها العمر ازداد ضلالها حتى الموت.. إلا ان يتدراكها الله برحمته فيقلعوا ويتوبوا توبة صادقة.

وهنا رسالة بشرى لكل من وقع أمثال هؤلاء بحقوقهم { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} فعليهم الاحتساب فقد يكون هم أصحاب الفضل بهذه الغيبة والنميمة والكذب والتدليس بعد رحمة الله بدخول الجنة يوم لاتخفى خافية.. فسوف تكون المخالصة بالحسنات والسيئات (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ… ) فلايعقل أن هناك مكلف من ذكر أو أنثى بهذا الزمان يجهل ماورد في الكتاب والسنة من تحذير ووعيد لكل من بغى على مال ودم وعرض أخيه المسلم. (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) ولكن يجب علينا الحفاظ على ألسنتنا وحماية مسامعنا بأن لا يكتب لنا منها إلا الخير وجميع جوارحنا ومخافة الله بالسر والعلانية.

همسة
لو طُلب منا تسليم أموالنا سفيها فسوف تكون إجابتنا أن الله تعالى نهى عن ذلك بكتابه وسنة رسوله…فكيف بنا نفرط بتلك العبادات التي وفقنا الله لها يوم يكون للناس عندنا مظالم فليس هناك للسداد درهمًا ولا دينارا بل حسنات وسيئات ومن خلفها نارًا والعياذ بالله.. فهل نحن منتهون وتائبون…؟ اللهم ردنا إليك رداً جميلاً وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه وجميع أخواننا المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى