تذبذبٌ واضح في مستوياته الفنية، وتعاقبٌ اعترى أجهزته التدريبية، وتشبعٌ ذهبي قابع في نفوس وأفئدة عناصره الكروية جراء حصولهم في وقت وجيز على بطولة قارية وأُخَرى محلية إلا أن ذلك كله وأكثر لم يكن حاجزًا أمام هلال الزعامة في تسيّد مشهدٍ كروي اعتاد وارتاد تسيّده.
الهلال العظيم ياسادة بكبريائه وعناده رسخت حروف إنجازاته، ونحتت صخورًا كان يظن من لديه وهم كروي أو لم يفق بعد من سباته الرياضي بأنها لن ترسخ، وتُنحت فبدت وغدت له الحقيقة مثل الخيال.
بطولة زرقاء استثنائية في مجملها، لم تكن استثنائيتها بسبب تحقيقها، بل في حضور منافسة شرسة مختلفة كليًا هذا الموسم من قلعةٍ صلبة سرعان ماتبددت أحلامها، وانهارت أركانها في منتصف الطريق تاركة إكمال مهمة الشراسة الكروية لليثٍ جائعٍ جامح ونمرٍ يهوى الافتراس.
عراقة تلك الأندية ووهجان أنصارها كانت تنتظر مرارًا وتكرارًا فسح إشارة العبور الزرقاء وكان لهم ما أرادوا، ففي كل وهلة عبور سانحة ترفض المعشوقة عشاقها في رفض متبادل متجهة ببوصلتها الذهبية نحو حبيبها المغرم في الوقت الذي أخذ المنافسون منحى مغاير باتجاه الطريق المنحدرة .
لا غرابة ولا عجب، ففي كل موسم وتحديدًا قبيل ختامه يبدأ الأنصار الزعماء بإشعال قناديل الفرح مرددين بصوت عذب تفوح منه رائحة السعادة (مستنياك ياروحي بشوق كل العشاق).
ديمومة الإنجازات الزرقاء السارة لناظري أنصاره يقودها سرٌّ جميل دفين وظاهر في آنٍ واحد يتمثل في التفافٍ شرفي فاخر، يحضر بشكل فاعل وقوي جدًا حتى في حال الانقسام والأزمات، فبين عشية وضحاها تظل مشاكل الزعيم الإدارية إن حدثت حبيسة لزوايا مقر البيت الهلالي يناقضه تمامًا مايحدث في بيوتات الأندية المنافسة من مشاكل وانقسامات يندى لها جبين المشجع المغلوب على أمره وتعصف به؛ ليظل معها بمنأى بعيد عن تحقيق الإنجاز، وربما المنافسة إلى أن تلقي به تارة وتارات في غياهب الصراعات والنزالات المميتة كرويًا .
وطن الذهب ومنجمه شئنا أم أبينا من الصعب مقارعته إنجازًا إلا إذا أعدّ العدة إداريًا وفنيًا وعناصريًا من يطمح ويطمع في النيل منه، وللمقارعة بقية وتتمة.
همسة:
سنيني يم .. وقلبي المركب المُتعب وأنت الريح .
اسم هذه الصحيفة يستحق أن ينشر فيها ما هو أفضل من ذلك