طارئ يحدث لمرض مؤلم، لايحتمل أبدًا التأجيل، ولايتحمل التأخير. وصوت الأنين يعلو من أقصى أعماق المريض، وهمسات الألم ترتسم على شفاهه المهتزة، وتصدعات على عروقه المخضرة، ومحبيه حوله وببعض الخوف، وبكل الحب يخففون من آلامه المتصاعدة، ونبضاته قلبه المتسارعة وبلسان الحال كأنهم يقولون: اصبرفلك الأجر، احتسب فلك الثواب العظيم. وهو يكاد يصرخ ولكنه يتماسك، يكاد يبوح ولكنه يتمالك، والحقيقة واضحة لاتحتاج لقليل تصريح، ولا تحتاج لأدنى تلميح، وعلى عجل يُتمون نقله لأقرب مشفى عبر إسعاف حاضر يُسابق الزمن في طرقات متعرجة والأمل كل الأمل بلقاء طبيب حاذق يعرف الوضع بدقة، ويدرك الحادثة ببراعة.
أوبمعالج ماهر يصف الألم بإتقان، وينجز المهمة بأداء فائق دون تأني مبالغ فيه، ولا هدوء لامعنى له، وبعلاج يفوق المرض بمراحل عدة.. ولكن يبدو أن المسكنات هي سيدة الموقف لوجهة نظر طبية مغايرة لما يشعر به المريض من آلام حقيقية يضيق به القلب، من آلام مرهقة تخنق الصدر، من آلام متعبة تزاحم الأنفاس وعليه يتقرر حالا بالإمكان المغادرة من المكان؛ لمعاينة مريض آخر عسى أن يكون حظه أجمل وللأسف كما قيل: “ماحك جلدك مثل ظفرك “.
وتبدأ جولة التحويل المملة من ذلك المشفى الصغير في الحي المكتظ؛ لبدء رحلة الموعد البائس وفيه إما حظ سعيد لموعد قريب بدعوة أومصادفة، أو موعد بعيد وهو المعتاد فتتعدد حينها الاحتمالات لذلك المريض من احتمال رحيل محتم لدار آخرة مختلفة تماماً فيها يكون الإنسان قد أحسن في علمه وعمله فهنا يكون وجد سعادة لاتوصف تفاصيلها. أو احتمال ثان باللجوء لوصفات الطيبين التي لا تحتاج لموعد مؤكد، أو ترتيب مسبق.. كل ماتحتاجه توصية من مجرب عتيق ووقتها قد تكون النجاة فيها واردة، أو الهلاك حاصل على حد سواء بمعنى لا أنصاف للحلول.. والكي أول العلاج في هذا العالم البسيط لا آخره. أو احتمال أخير بتفاقم شديد للحالة المتعبة أصلاً فيأتي سرد الاعتذار تلو الاعتذار، وتقديم المبررات بعد المبررات، والاستعداد التام؛ لتقديم كل مايمكن تقديمه من خدمات عاجلة، وإمكانيات راقية، وتسهيلات ممكنة بعد الشكوى المزعجة في الإعلام النافذ، ولكن بعد فوات الأوان.. زيادة في الألم، وتهالك في الجسد، وسوء عام في الصحة.. والواقع كله كان من الممكن وبكل سهولة تفاديه في أول الوقت.. فقط بقليل من الاهتمام اللازم، وبكثير من الإنسانية..لإنسان جدير بالسلامة. ودمتم بخير متواصل وسلامة دائمة بعيداً عن الموعد المؤلم في أي مشفى تعيس في الأرض.
مستشفيات مكة حدث ولا حرج ..واعتقد ان كل المستشفيات التي تشغلها وزارة الصحة كل مستشفى اسوأ من الآخر….
الأمل الوحيد باقي في مستشفيات الحرس الوطني ووزارة الدفاع فقط ولازم واسطة علشان تتعالج عندهم اذاكنت مدني ….
نسال الله ان يصلح الحال.