اللواء عبدالله سالم المالكي

مصايفنا بين الواقع والمأمول

للعام الثاني على التوالي استمتع الكثير من العوائل السعودية بقضاء إجازاتهم في أرجاء الوطن متنقلين بين مصائف المملكة المتعددة ذات الطبيعة الخلابة والجو العليل متطلعين في الوقت ذاته إلى مزيد من وسائل السياحة والترفيه.

ولا شك أن الخدمات التي يحتاجها السائح يشترك في تقديمها جهات متعددة من القطاعين العام والخاص، وكلاهما لديه خبرات تراكمية لابأس بها في مجال السياحة والترفيه.

وربما كانت جائحة “كورونا” محفّزة لرجال الأعمال والمستثمرين للاستحواذ على ثناء المواطن، وبذل المزيد من الجهود لإرضائه وكسب ثقته.

إذ إنه مع الجائحة اتضح أن وطننا الغالي ينعم بتضاريس متنوعة وأجواء بديعة تضاهي المصايف العالمية التي نتباهى بالحديث عنها، وأهم من ذلك الأمن الذي تنعم به المملكة العربية السعودية، وتتفاخر به بين بلدان العالم.

ومن المهم بمكان أن يكون لدى جميع القطاعات الخدمية العامة والخاصة مؤشرات رقمية تُبَيّن نسبة رضاء السائح عن الخدمات المقدمة إذا أردنا تحسين الخدمة وتطوير الأداء.

وطرح الاستفتاءات من قبل الجهات المسؤولة في تلك المصايف يساعد كثيرًا للوصول إلى مواطن الضعف والقوة، وليس بالضرورة اتّخاذ لحلول عاجلة جذرية لها بقدر ماهو مهم جدولة تلك الحلول، ومعالجة الأهم ثم المهم منها.

وتُشير الاستفتاءات عن تذمر أغلب السائحين من تدني الخدمات المقدمة له ابتداءً من محطات الوقود على الطرق، وما يتبعها من مرافق خدمية مستواها أقل من المأمول؛ وانتهاءً ببعض المواقع السياحية التي لا تتوفر بها البنية التحتية اللازمة لقضاء وقت ممتع.

كذلك قلة الفنادق والوحدات السكنية والمنتجعات وغلاء أسعارها، وعدم ملاءمة البعض منها لمتطلبات السياحة من حيث النظافة والصيانة والموقع الذي يفترض أن يكون بالقرب من المتنزهات والأماكن الترفيهية.

وغالبًا ما يبحث السائح عن الماء والخضرة والطبيعة الخلابة والجو العليل، وفي نفس الوقت يتطلع إلى حضور مهرجانات ذلك المصيف ليرى، ويسمع تراث تلك المنطقة العزيزة وعادات أهلها وتقاليدهم، وما بها من مخزون ثقافي وإرث تاريخي يميزها عن غيرها من مناطق مملكتنا الحبيبة؛ وذلك يحتاج إلى مزيد من الجهود المبذولة من وزارة السياحة والهيئة العامة للترفيه؛ لجذب المزيد من السياح من داخل المملكة وخارجها.

أيضًا لدينا هواة الدراجات النارية الفارهة والسيارات الكلاسيكية القديمة، وفرق العرضات الشعبية المختلفة، وأصحاب المهن الحرفية، وهم على أتم الاستعداد للمشاركة في البرامج السياحية والترفيهية، ويتمنى السائح أن يكون لهم برامج منظمة ومنشورة عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة؛ ليتمكن من حضورها ومشاهدتها.

ولا ننكر حاجة السائح إلى مزيد من الثقافة المجتمعية للحفاظ على المكتسبات الوطنية، وعدم العبث بها، وترك الأماكن نظيفة بعد مغادرتها، ولن يتحقق ذلك إلا بمزيد من اللوحات الإرشادية والمواد الإعلامية عبر وسائل الإعلام المختلفة.

بقي أن نتذكر أنه كان هناك مكاتب للإرشاد السياحي تابعة للبلديات قبل إنشاء وزارة السياحة، وكان لهم جهود موفقة في توزيع مطويات برامج الفعاليات والمهرجات التي تُقام بالمناطق السياحية، ويتولون دور المرشد السياحي في تلك الحقبة من الزمن، وإنشاء مثل تلك المكاتب وتوظيف المرشدين السياحيين بها أصبح ضرورة لتحقيق الفائدة التي يتمناها السائح بعد عناء السفر.

Related Articles

One Comment

  1. وفيت وكفيت وفقك الله ورعاك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button