غلطة والجمع أغلاط أو غلطات بفتح اللام أو سكونها.
قال ابن منظور في لسان العرب: الغلط أن تعيا بالشيء فلا تعرف وجه الصواب فيه، وأضاف الليث إلى ذلك من غير تعمد.
وفرّق البعض بين الغلط والخطأ فاعتبروا الخطأ في الأمر الذي يجوز للإنسان قصده ثم يقع على ما لا يجوز له فعله. ومن هذا قوله وتعالى: “وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ”.
ولهذا يجب أن نفرق نحن معهم كذلك فعند الوقوع في الغلط الذي لا يغتفر، ولا يمكن تداركه نقول غلط، ولا نقول خطأ. كما جاء في المعجم عند بيان معنى غلطة العمر فهي الخطأ الذي يقع فيه الإنسان، ويتحمل نتائجه طول حياته.
وكون الإنسان يغلط، ويتحمل نتيجة غلطته لوحده؛ فهذا مما لا ملامة فيه فلا تزر وازرة وزر أخرى.
ولكن عندما يرتكب شخص غلطة تتسبب في ضرر للآخرين فهذا مما يلام عليه الإنسان.
فعندما نتعامل مع الآخرين، ونمعن النظر في تصرفاتهم تجد لديهم غلطًا في طريقة التفكير ووهمًا بأنفسهم جعلهم يقعون في تفسير ابن منظور للغلط.
ولهذا حريٌ بكل ذي لبٍ أن ينهج المنهج النبوي في مشاورة من يحب، ويثق في رأيه من أهل الخبرة حتى لا يقع في الغلط الذي يخسر معه كل ما خطط له وكل مابناه.
وعلى أي حال: فكل شيء بقدر الله، ولكن دراسة القرار، وفرض الاحتمالات لعواقبه، ومايترتب عليه من نتائج ومآلات يخفف الكثير من الصدمات فيما لو وقع مالم يكن بالحسبان.
همزة وصل:
وفجأة ستدرك أن وجودك في حياة البعض خطأ فبادر بمعالجته، وإلا ستتحمل نتائجه طول حياتك.