منذ أن تولى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولاية العهد كان جُل اهتماماته تنويع مصادر الدخل للدولة، وعدم الاعتماد الكلي على قطاع إنتاج وصناعة النفط فقط، وفق رؤية 2030 لبناء اقتصاد قوى مُستدام يعتمد على استخدام الطاقة النظيفة، كما يسهم في بناء شراكات دولية، فحرص على إعادة تشكيل صندوق الاستثمارات العامة للدولة، ودعم الصندوق بكفاءات وطنية متسلحين بالتأهيل العالي والخبرة العميقة القادرة على صناعة الفرق في أسرع وقت ممكن، وتحقيق عوائد تدعم الخطط والاستراتيجيات المرسومة لبناء الوطن الحلم. لا أستطيع أن أستعرض (هنا) كافة مشاريع وإنجازات الصندوق في مقال أو حتى عشرات المقالات، فما تحقق بتوفيق الله -عز وجل- ودعم سمو ولي العهد يؤكده واقع الحال الذي لا يحجب بغربال فخُلقت آلاف الوظائف واستوعبت الخرجين من خارج وداخل المملكة في كافة التخصصات العلمية وفي العديد من المناشط، إذا أستميح القرّاء الآعزاء بأن أتحدث اليوم عن أحد الاستثمارات المهمة التى كانت محط إعجاب العالم بأسره. الاستثمار في “شركة لوسيد موترز” لصناعة السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة بأكثر من مليار دولار، والتى تُعتبر جوهرة الصناعات الحديثة المتخصصة في هذا المجال، وكان قد أعلن عن سيارة “لوسيد أير” لأول مرة في العام 2017 عندما عُرضت النسخة الأولية منها في معرض لاس فيغاس للمنتجات الإلكترونية. وتسعى شركة “لوسيد موتورز” لمنافسة شركة “تسلا” الأمريكية الشهيرة وبقية الشركات الكهربائية في مجال صناعة السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة على مستوى العالم، وتعتمد الشركة حاليًا التصنيع في مصنعها الرئيسي الواقع في ولاية (أريزونا) الأمريكية، إلّا أن “لوسيد موتورز” تُخطط أيضًا لنقل عمليات تصنيع سياراتها إلى المملكة العربية السعودية بعد مشاركة صندوق الاستثمارات، وهناك اتصالات وزيارات متبادلة للبدء الفعلي في إنشاء المصنع النموذجي في إحدى المدن المتخصصة في المملكة على شاطئ البحر الأحمر خلال فترة وجيزة هذا العام بأمر الله، وبمجرد طرحها في الأسواق، ستكون “لوسيد أير” السيارة الكهربائية الأسرع شحنًا في العالم؛ حيث يمكنها قطع مسافة 31 كم مقابل كل دقيقة شحن عند وصلها بشبكة شحن سريعة بالتيار المستمر. وبمعنى آخر، يستطيع مالكو “لوسيد أير” قطع مسافة 483 كم بعد شحن سيارتهم في ظروف حقيقية على الطريق لمدة 20 دقيقة فقط، وتكتمل قوة “لوسيد أير” مع قدرتها على قطع مسافة أطول تصل حتى 832 كم قبل إعادة شحنها من جديد، وهذا مماجعل اختيار مشاركة الصندوق باختيار صناعة متميزة لها بصمتها.
أخيرًا:-
يُعتبر برنامج صندوق الاستثمارات العامة ركيزة وعاملًا أساسيًا لرؤية المملكة 2030؛ حيث يهدف إلى تنمية ثروات المملكة، لمُستقبلٍ مشرق.