أحياء وشوارع مكة.. يا أمير مكة

أُناشد مستشار خادم الحرمين الشريفين إعادة الاعتبار لشوارع وأحياء العاصمة المقدسة، فاليوم تعقد الآمال بصاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، بتعديل مسميات أحيائها بما يتلاءم مع قدسيتها وهويتها العربية الإسلامية، ومكانتها بقلبه وبقلوب ولاة أمرنا جميعًا -حفظهم الله- فمسميات بعض أحياء مكة دخلها التعجيم وبعضها لا يليق بقدسية المكان (ريع بخش الطندباوي الكنكارية بئر بليلة الكدوه ريع الكحل الغسالة شارع اللصوص دحلة الولايا الششة وطلعة صدقي) وغيرها الكثير، وكذلك كأن مكة كعكة يتقاسمها أصحاب الدثور من أصحاب المخططات؛ ليثبتوا أسماءهم بها “السبهاني، الشافعي، الكعكية، الزايدي، الجفري، السفياني، العيسائي .. إلخ.

كما أن أمانة العاصمة لم تقصر فيما حدث ويحدث في مسميات أحياء وشوارع مكة؛ فقد أصبح لكل أمين عاصمة شارع باسمه أو باسم والده، علمًا بأن أمين أي مدينة هو موظف يتقاضى أجرًا على عمله، ونحترمهم جميعًا، ونقدرهم لكن شوارع مكة ليست من أملاكهم.
– فهذا شارع عبدالله عريف -رحمه الله- يقع في أهم شارع حيوي بمكة ؟
– وهذا شارع عمر قاضي يتوسط أهم شار ع حيوي بضاحية الشرائع.
– وشارع عبدالقادر كوشك بحي المحمدية.
– و شارع خالد نحاس بحي النوارية.
– وشارع فضل البار بالعزيزية.

وهنا أتساءل هل صدفة أن جميع الطرق المُسماة بأسماء حكام المملكة السابقين جلها في مشعر منى بعضها يمتد امتدادات قصيرة جدًا داحل مكة؟
فطريق المؤسس -رحمه الله- بمشعر منى.
– وطريق الملك فيصل -رحمه الله- بمشعر منى.
– وطريق الملك خالد -رحمه الله- جُله بمشعر منى -وطريق الملك فهد -رحمه الله- بمشعر منى يمتد إلى أنفاق شعب عامر حتى قصر البَيَّاضِيَّة ياسمو الأمير سكن به المؤسس -رحمه الله-، وأدار حكم بلاده منه عندما كانت مكة عاصمة المملكة، ويقع بين جنباته قصر له وللملك سعود -رحمهما الله-، تغير يا سمو الأمير إلى قصر السقاف، هذا يعد ولا شك طمسًا لتاريخنا العريق وهويتنا السعودية.
وكلنا أمل في أن يُعاد تسمية أحياء مكة بأسمائها التي كانت في عهد الرسول ﷺ مثل حي الأقحوانة الذي كان منتزهًا مشهود الجنائن كما حكى ذلك الفاكهي -رحمه الله- في تاريخه بدل الششة الذي لا يعلم سبب هذه التسمية الأعجمية؟!
وكذلك لو تأملنا صدر وادي إبراهيم وأهم تسمياته لرأينا من أزال لوحة والتسمية كانت مرفوعة ومعتمدة “الأبطح“، ووضع اسم المعابدة، وحين تسأل عن هذه التسمية، يقولون: نسبة لامرأة كانت تدعى: أم عابدة؟

فبالأمس رفعوا لوحة على جبل ثبير الثابت تاريخًا بمسمى رجل من هذيل، ووضعوا اسم جبل شيبة دون معاينة على الأقل لكتب الحديث التي ذكرته بهذا المسمى.

هل كان يتصور أن بمكة شوارع باسم أنواع التمور مثل: شارع البرحي، والسكرية، والروثانة، والصقعي، والخلاص…إلخ ؟! فهي بحي العزيزية بمكة.
وهل يتصور سموكم أن بحي إسكان الملك فهد -رحمه الله- بمكة شوارع بأسماء الفواكه والخضار من البرتقال إلى السفرجل والخوخ والمشمش واللوز و .. إلخ، ولست متأكدًا حقيقةً إذا كان للجرجير والبقدونس والطماطم نصيب هي الأخرى من التسميات التي قامت بها أمانة العاصمة!

وهنا أجد لزامًا عليّ الإشارة إلى أن لجنة التسمية والترقيم بأمانة العاصمة قامت بوضع أسماء الأحياء التي كانت بوسط مكة وتم إزالتها على أحياء بمخطط ولى العهد !!

لقد قام صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز -رحمه الله- عندما كان أميرًا للمدينة بتغيير أسماء الأحياء بمدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتغيرت مسمياتها السابقة من: سلطانة والعنبرية والسحمان والحرة إلى مسميات قبائل الأنصار وساداتهم وزعمائهم ومنازلهم، فأصبحت “بئر عثمان والعريض و بني خدرة وبني جشم و بني عبد الأشهل والسُقيا وبُطحان وميطان ومُذينب”؛ وسميت الشوارع الرئيسية بأسماء الخلفاء الراشدين وكبار الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم جميعًا، وتم تكليف أمانة المدينة بتثبيت هذه المسميات على مداخل شوارع الأحياء، وفي المخططات الورقية والرقمية والمصورات الجوية.
أتمنى من أميرنا الغيور على اللغة العربية تشكيل لجنة تراجع الواقع وتغير بما يتناسب وقدسية مكة وهويتها السعودية العربية ، فتاريخها ضارب في القِدم، ولله الحمد والمنة وإرثنا الديني والتاريخي غني جدا، لا نحتاج الاستعارة.

كما أتمنى إعادة الاعتبار لأسماء الشوارع ، والأحياء بمكة المكرمة، ونقل الإشراف على لجنة التسمية والترقيم بأمانة العاصمة؛ لتكون تابعة لسموكم  مباشرة.