كثيرٌ منا يفتقد إلى المَلَكَة في التحدث على العلن، ويُعاني من رهاب التحدث أمام الجماهير، والبعض قد يُصاب بالقلق أو التوتر والخوف الشديد حين يقف أمام الناس خطيبًا، يخشى من نظراتهم، ويخاف أن يقع في الخطأ، وأن يصير أضحوكة المستمعين.
ونرى البعض يظهر عليهم التوتر أثناء حديثهم؛ فتراهم تارة يتلعثمون في الكلام أو غير مرتبين في أفكارهم، وتلاحظ اضطرابًا في نبرات أصواتهم أو ربما حتى تُلاحظ أيديهم المرتعشة.
ولكن في الحقيقة إن أتينا لنحلل المشكلة سنجد أن معظمها خوف نفسي لا أكثر، فمع بعض الثبات الانفعالي، وبعض الوسائل يستطيع الإنسان التغلب على خوفه من التحدث على الملأ.
كيف أستطيع التغلب على رهاب التحدث أمام الجماهير؟
● الإلمام الجيد بالموضوع
كثرة اطلاعك وقراءتك في الموضوع محل الحديث يُساعدك على إلقاء الموضوع بشكل أفضل، واستحضار الأفكار بشكل أسهل، كما ستجد تناسقًا وترتيبًا للأفكار، وستكون واثقًا من قدرتك على أداء الخطاب بشكل جيد.
يساعدك حسن التحضير على توقع أسئلة الحضور، والتفكير في أجوبة مناسبة لها.
● حسن الترتيب
حاول أن تعد ترتيبًا جيدًا للأفكار، وتجهيز ما ستحتاجه من ملفات عرض أو مؤثرات سمعية أو بصرية، وفكّر في الطريقة المناسبة لعرض كل فكرة.
يمكنك استخدام ورقة صغيرة تكتب فيها ترتيب الأفكار، وتراجعها كل مدة للتأكد من الترتيب المطلوب.
● قيمة الخطاب
احرص على أن يكون خطابك ثريًا بالفوائد والمعلومات التي تريد إيصالها للجمهور، وليس مجرد ترهات حتى يشعر الحضور بقيمة ما تقول وبفائدة حضورهم.
● الممارسة والتدريب
وهذه من أهم الخطوات التي ستساعدك على الإلقاء، حاول تكرار الأمر مرات ومرات، ألقه على نفسك أمام المرآة وسجّل لنفسك باستخدام الهاتف، قم بسماعه بنفسك وفكر فيما يفتقر إلى التعديل سواء في نبرة صوتك أو طريقة إلقاءك وغيرها، اجمع أصدقاءك أو أفراد عائلتك، وألقه عليهم ثم اطلب منهم أن يقيموك.
سيجعلك هذا -بإذن الله- متقنًا للموضوع وواثقًا من نفسك قبل وأثناء إلقاء الخطاب.
● خذ نفسًا عميقًا
عند اعتلائك للمنصة أو إذا بدأت تشعر بالتوتر خذ نفسًا عميقًا، وتذكّر أن الأمر سيسري على ما يرام، وأنك قد ألممت جيدًا بالموضوع الذي تتكلم فيه، وتدربت عليه مع نفسك وأصدقائك، وقد أبليت حسنًا وستجري الأمور كما يرام.
● الثبات الانفعالي
ربما تُسأل سؤالًا لا تدري إجابته أو تمر بك لحظات صمت أو تنسى الفكرة التالية التي ينبغي أن تتحدث عنها، كل هذا وارد الحدوث، ولكن الشيء الأهم هو أن لا تتوتر.
إياك والتوتر؛ فإنك إن توترت ستفقد ثقتك بنفسك، وستنسى كثيرًا من الكلام، وربما لا تستطيع إكمال الخطاب،
خذ نفسا عميقًا، وأسند ظهرك إلى الحائط أو استند على كرسي لتخفيف التوتر.
جهّز ورقة صغيرة بالأفكار، وأبقها على مرأى منك تفاديًا للنسيان.
في حالة تعرضك لسؤال تجهله فتصرف بحنكة؛ كأن تؤجل إجابته لما بعد الاستراحة أو تعرض على السائل أن تبحثا معًا عن إجابة أو تُعيد توجيه السؤال للجمهور، المهم أن تتصرف بفطنة ولا تتوتر، وتذكّر أن لا عيب في أن تقول لا أدري.
● التحفيز
شجّع نفسك واحصل على الدعم من المقربين منك، وبعد كل خطاب قم بجمع نقاط ضعفك وأخطائك، وحاول تفاديها في المرات القادمة.
● التفاعل
حاول أن تشرك الجمهور في الحوار، وأن تطرح عليهم الأسئلة، واجعل الخطاب أقرب ما يكون إلى حوار ومحادثة حتى تتفادى الملل أو الضجر، ولا يفقد الحضور انتباههم.
يعد الحديث أمام الناس من المهارات المهمة والمفيدة كما أنها ضرورية في بعض المناصب، عليك العلم بأن القلق والخوف من التحدث أمام الناس يصيب الجميع، ولكنه يقل بالممارسة والتعود.
اتباعك للنصائح السابقة سيقلل من رهاب التحدث أمام الجماهير لديك، واستعن بالله ولا تعجز، ولا تيأس من المحاولة.