المقالات

النموذجُ الصحيُ الجديد وطب الأسرة

نَال الجانب الوقائي وتعزيز صحة المجتمع مؤخرًا اهتمامًا عاليًا، مع إبراز أهمية الصحة الوقائية، ومن ذلك إنشاء هيئة الصحة العامة والتركيز على الجانب الوقائي أكثر مُقارنة بالجانب العلاجي، وهذا له أثر إيجابي في تحسين الخدمات الصحية المُقدمة للمواطن، للمساهمة في مستهدفات الرؤية ٢٠٣٠م لرفع متوسط العمر إلى 80 عامًا بدلًا عن 74 عامًا حاليًا، وتعزيز دور طبيب الأسرة بعد تأهيله تأهيلًا عاليًا وكذلك زيادة أعداد أطباء الدراسات العليا في هذا التخصص من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لتحقيق مبادرة طبيب لكل أسرة، يحقق ما تسعى له وزارة الصحة في تطوير الصحة الوقائية.

ونموذج الرعاية الصحية الجديد، الذي ينشدهُ التحول الوطني الصحي من خلال بناء تجمعات صحية، يستهدف تسهيل وصول الخدمة الصحية للمواطن، فتعزيز الخدمات الصحية وتقديمها له في موقع واحد من خلال عدة عيادات، بدلًا عن استنزاف وقت وجهد المريض بمراجعة أكثر من مكان؛ لذا يعمل القطاع الصحي على جعلها في موقع واحد في المرحلة المقبلة من خلال التجمعات الصحية مع أنه تحدٍ كبير يحتاج جهدًا كبيرًا ووقتًا ليكون متاحًا.
وقد نجحت الرعاية الصحية الأولية خلال العقود الأربعة الماضية في الحد من كثير من الأمراض المعدية ووزيادة متوسط العمر لكنه قد يكون أدى إلى زيادة في الأمراض المزمنة، وأدى بشكل غير مباشر انتشار بعض أمراض السرطان مما يستوجب الاهتمام حاليًا وإيجاد آلية ملائمة للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة مثل: السكري والضغط وأمراض الدهون والقلب وهشاشة العظام وسرطان القولون والثدي، وكذلك الكشف عن الصحة النفسية كالاكتئاب والقلق وغيرها.
ومرض السكري المنتشر لدينا له عوامل خطورة كثيرة للإصابة به منها: الوراثة والسمنة والضغوطات النفسية ونمط الحياة غير النشط، مما قد يؤدي لحدوث مضاعفات صحية كأمراض القلب والكلى والشبكية والجلطات الدماغية؛ لذا يتأكد أهمية الكشف المبكر عن تلك الأمراض للعمل على الحد من مضاعفاتها.

لذا حري أن نحدد الأمراض الأكثر انتشارًا التي لها آثار سلبية أكبر على استنزاف النظام الصحي، والسعي للحد من انتشارها وتقليل مضاعفاتها، فنجد الاهتمام والدعم الحكومي الكبير للبحث العلمي من خلال إنشاء هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، وكذلك نظام الجامعات الجديد لتحقيق ذلك، وكمقارنة ما لدينا من أمراض بما لدى دول أوروبا وأمريكا، وتحديد الأكثر والأقل انتشارًا من مختلف أمراض السرطان والأمراض المزمنة؛ فيكون الكشف المبكر أحد أهم السبل للتعامل معها، لذا نحتاج لتطبيق البروتوكولات العالمية مع الأخذ بعين الاعتبار تغيير بعض المعايير، وتحديد السن المناسب للبدء بالكشف المبكر لتلك المشاكل؛ وذلك لتسريع التشخيص، وتحقيق نسبة استشفاء أعلى.

وهذا يؤكد أهمية ودور نموذج الرعاية الصحية الجديد، وما تسعى له نظم الرعاية الصحية الأولية، والجانب الوقائي، الاعتماد على طب الأسرة بشكل أكبر.

Related Articles

One Comment

  1. كم نحتاج الى مثل هذه المقالات المفيدة والتي تعرف المجتمع بما يقدم له من خدمات وماهي التطورات التي تمر بها مثل هذه الخدمات. مع اني اعتبر نفسي نصف مطلع فالحقيقة انني اجهل كثيراً من المعلومات التي حواها هذا المقال. فياليت كل صاحب تخصص ان لايتردد في الكتابة وإلافادة. اشكر الدكتور فايز البراك على اثراءنا بعلمه وجزاه الله عنا كل خير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button