العلاقات بين المملكة وسلطنة عُمان ليست وليدةً بل هي علاقة ممتدة لعصورٍ طويلة أساسها مشتركات متعددة أهمها الدين الواحد، واللغة، والثقافة الواحدة، والتاريخ المشترك، والجغرافيا المتصلة فإذا المصير الواحد المشترك.
وفي العصر الحديث بدأت هذه العلاقات عام 1971 للميلاد في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز – طيّب الله ثراه – حينما قام السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان الحديثة -يرحمه الله- بأول زيارة للمملكة لتوطيد العلاقات بين البلدين، وحينها صدر بيان مشترك عقب الزيارة تضمن اعتراف المملكة السعودية بسلطنة عُمان دولة حديثة ذات سيادة، كما وأعرب الزعيمان حينها عن نيتهما للتعاون الخالص البنّاء لصالح شعبيها وجميع الدول العربية في المنطقة بما يحقق الأمن والاستقرار لها، واتفق الطرفان على حل جميع المشاكل بروح المحبة والإخاء، وقد كان ذلك إيذانًا برسم الحدود بين البلدين تتويجًا للجهود الدبلوماسية التي بُذلت من الطرفين، والتي بُنيت على الموضوعية والرغبة الصادقة لتحقيق المصلحة المشتركة. هكذا بدأت العلاقات السعودية العُمانية قبل نحو خمسة عقود، وسارت على نحو متوازن يسودها الانسجام والتفاهم المشترك على الصعيد الثنائي، وفي إطار مجلس التعاون الخليجي.
واليوم يلتقي زعيما البلدين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – أيّده الله – وأخوه صاحب الجلالة هيثم بن طارق سلطان عُمان ليس لإطلاق العلاقات بين المملكة والسلطنة أو تطويرها فهي قائمة ومنسجمة منذ بدايتها، وتطورت عبر العقود الماضية وإنما لتدشين مرحلة من إطلاق الطاقات والإمكانيات المشتركة بين البلدين الجارين، تأخذ بالتعاون الاقتصادي على وجه الخصوص إلى آفاق رحبة، ينشط خلالها التبادل التجاري والسياحة التبادلية والمشاريع المشتركة؛ حيث ستكون نقطة الانطلاق لهذه الرؤية المشتركة الطموحة افتتاح المنفذ البري؛ ليُشكل منعطفًا هامًا ينقل العلاقات بين البلدين إلى مرحلة جديدة تُساهم في تقدم ورخاء وازدهار البلدين الشقيقين.