حتى لا يكون نِظام جِباية

حين تم إقرار نظام ( [COLOR=green]ساهر [/COLOR]) استبشر كثيراً من الناس خيراً ، كونه سيحد بنسبة كبيرة من الحوادث ، والفوضى العشوائية المرورية التي نعيشها يومياً في شوارعنا ، وذلك نتيجة عدم تفعيل العقوبات من قبل رجال المرور ، هذا إن تواجدوا مع الأسف ، فنحن لا تنقصنا قوانين للعقوبات ، ولكن ما ينقصنا هو في تفعيلها فقط !

وحتى نكون مُنصفين ، فلقد أثبتت الأيام والتجارب أننا كسعوديين لا نحترم الأنظمة إلا بالعقوبات المالية ، وأكبر دليل على ذلك غرامة حزام الأمان ، فلقد تمت التوعية عِدة سنوات في مُختلف وسائل الإعلام غير البروشورات التي تم نشرها وتوزيعها على المواطنين دون أي فائدة تذكر ، وحينما أُقرت العقوبات المالية بدأ الكل يربط حزام الأمان ، ولكن متى ؟ إذا كان سائق السيارة بالقرب من مركز التفتيش ، وبمجرد المُغادرة يعود الحزام إلى مكانه سالماً ، وقليل مِنَّا من يربط حزام الأمان بمجرد قيادته للسيارة .

نحن لسنا ضد نظام ( [COLOR=green]ساهر [/COLOR]) ولكننا ضد أن يكون النظام ( [COLOR=crimson]نِظام جِباية[/COLOR] ) الهدف الأسمى له جمع أكثر قدر من المال ، سيما وأن الشركة المُنفذة له لها باع طويل في استنزاف جيوب المواطنين عبر الاشتراكات المُشفرة للقنوات حتى الرياضية منها ، على الرغم من أننا لم نكن نتوقع في يومٍ من الأيام أن مشاهدة المباريات على التلفاز تكون بفلوس ، والتي وصلت للحرمان من مشاهدة مباريات منتخب بلادنا في بداية مشاركاته في كأس العالم ، والذي وقتها كان كل العالم ينقل جميع مباريات البطولة مجاناً إذا كان منتخب بلادهم مشاركاً ، إلا نحن باشتراك ومبلغ مالي وقدره ، للكبير والصغير وللغني والفقير ، وذلك في بداية السعار المالي في مُشاهدة رياضة كرة القدم ، من قبل رجال أعمال شعارهم ( [COLOR=green]إذا تحب ناديك أو مُنتخب بلادك ، ادفع !! [/COLOR]) .

عُذراً للخروج عن الموضوع ، ولكن الشيء بالشيء يذكر ، لأن ذلك يجرنا للجشع المالي فحسب ، والذي أصاب كثيراً من القطاعات حالياً ، فكل قطاع يفشل في مهامه تأتيه أفكار سريعة في استنزاف المال بأي طريقة كانت من المواطن الغلبان من أصله !! على الرغم من أن الدولة لم تبخل على أي جهة حكومية بأي اعتمادات مالية تحتاجها ، فلِمَ كل تلك الاقتراحات والتي تصب في استنزاف جيب المواطن إذاً ؟!

والطامة الكبرى والمصيبة العظمى في نظام ( [COLOR=green]ساهر [/COLOR]) أن كثيراً من المواطنين ـ وأنا أحدهم ـ يجهلون آلية تطبيقه ، فمن عدم وضوح الرؤية في وضع لوحات واضحة تبين السرعة المطلوبة في الطرق ، إضافةً إلى بعض المخالفات تكون بـمبلغ 500 ريال ، و300 ريال ، أما كيف التفرقة بين التعرفة الأولى من الأخرى لأي سرعة أو مخالفة ، فهذا ما لم يتم توضيحه حتى الآن من قبل مسئولي الإدارة العامة للمرور ، ولا حتى من قبل مسئولي مرور العاصمة المقدسة ، والذي لا نجدهم إلا متخفين في بعض الطرق من أجل رصد المخالفات ، أما تكثيف دورياتهم كأمن الطرق في طريق مكة / جدة السريع والذي نجح نجاحاً باهراً في تقليل الحوادث في ذلك الطريق والتي كانت تحدث بشكلٍ يومي ؛ فأصبحت الآن شبه منعدمة ، وقد يمر شهر ولم يقع فيه أي حادث ولله الحمد والمنة ، ودونكم إحصائيات ([COLOR=green] أمن الطرق [/COLOR]) فاضطلعوا عليها لتعرفوا ذلك وتتأكدوا منها .

يُخبرني بعض الأصدقاء والمعارف أنه كان في طريق المعيصم آواخر شهر رمضان المبارك ، وكان ماشياً ما بين ألـ ( 90 و 100 ) كيلاً فقط ، ولم يشاهد أي لوحة تبين السرعة المسموح بها ، وقيل له بعدها أن طريق المعيصم السرعة المسموح بها هي ( 70 كيلاً فقط ) وتفاجأ أن كاميرا ساهر صادته ، ويقول لي أن طوال وجوده في الطريق يلمح فلاشات ساهر شغالة ( عَمَّال على بَطال ) ولا يدري هل بها خلل أم هي سليمة ؟! وبعدها بيومين تفاجأ صاحبنا أن الرسالة أتته على الجوال تخبره بوقت وتاريخ المخالفة وبيانات مركبته ، وفوجئ أن عليه تسديد مبلغ 500 ريال لكون سرعته زائدة ، فهو يتساءل كغيره من المواطنين ، لماذا لا نفرق بين من تتجاوز سرعته ألـ 120 فأكثر وبين من تكون سرعته ما بين ألـ 90 وألـ 100 ، فهل يعقل أن نساوي المتهور ، بالذي سرعته معقولة ؟! ومع الأسف لا أملك له أي جاوب ، فالجواب لدى مدير عام الإدارة العامة للمرور اللواء العجلان ، فهو المعني بتلك الإجابة على السؤال الوجيه من المواطن !!

وقال لي آخر بأنه [COLOR=crimson]خلال شهر شوال فقط سدد 2500 ريال كمخالفتين فقط لساهر من راتبه المتواضع وذلك على حساب قوت أهله وعياله [/COLOR]، وبطبيعة الحال لا يستطيع تأجيلها أو تقصديها لأنها سوف تتضاعف بعد شهر إلى الضعف تماماً ( 5000 ) ريال ، من راتبه المتواضع والذي لا يبقى منه شيء أصلاً ، فا لله المستعان وله الشكوى وحده سبحانه !!

وفي الختام ..

نتمنى من مدير عام الإدارة العامة للمرور أن تتم توعية المواطنين بشكلٍ كافٍ قبل تطبيق نظام ( [COLOR=green]ساهر [/COLOR]) فنحن لسنا ضده كما أسلفت ، ولكننا ضد عدم وضوح آلية التطبيق والتي يجهلها كثيراً من المواطنين ، إضافةً إلى أننا نريد تفعيلاً لتواجد رجال المرور في الشوارع والميادين على مدار الساعة كما كان سابقاً منذ عدة سنوات ، وكانت الأمور تسير على ما يُرام دون أي حوادث أو منغصات ، قبل أن تأتينا أفكار بعض القابعين خلف المكاتب ومن ثم يقررون علينا أنظمة في ظاهرها مصلحة المواطن وضبط النظام ، وفي باطنها استغلاله بشكلٍ جشع مادياً ، كما هو الحاصل مع نظام ساهر والذي اتضح أنه نِظام جِباية وليس نظاماً مرورياً فعالاً والأيام بيننا كفيلة تبين لنا ذلك .

وبالمناسبة وصلت شكاوى كثيرة من المواطنين من مختلف مناطق المملكة لهيئة حقوق الإنسان من نظام ما يُسمى بـ ( [COLOR=green]ساهر [/COLOR]) بحسب تصريحات الدكتور مفلح القحطاني رئيس هيئة حقوق الإنسان بحسب تصريحاته في صحفنا المحلية ، إضافةً إلى أننا نتمنى من مسئولي الإدارة العامة للمرور الاستماع لصوت العقل وتفعيل
ما يُطرح في الصحف الورقية والإلكترونية من رؤى وأفكار حول إشكالية تطبيق نظام ( ساهر ) حتى يشعر المواطن أن صوته مسموعاً ووجهة نظره يؤخذ بها ، ونتمنى ألا يتبعوا معنا سياسة ( [COLOR=crimson]ما أريكم إلا ما أرى [/COLOR]) والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه .