المُلمات تظهر معادن القادة والشعوب، وجائحة كورونا تبسط انتشارها في بقع كثيرة من العالم، تتجه الأنظار إلى الأيدي الكريمة المعطاءة التي تؤثر على نفسها؛ لتقدم ما تستطيع إغاثة لكل من طالهم أثار الوباء الفتّاك. لا جديد فيما تقوم به مملكة الإنسانية من أعمال إنسانية وقفة مع الأشقاء والأصدقاء؛ فهي مهبط الوحي ومهد الرسالة والقيم الأصيلة التي استلهم منها قادتها سياستهم، وتبنوها مبادئ لا تتزعزع.
لم يستغرق الأمر سوى اتصال هاتفي من فخامة رئيس تونس الشقيقة بسمو ولي العهد الأمين ليعرض الأمر على خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – لتصدر الأوامر الفورية ويبدأ جسر جوي إغاثي بكل المواد واللقاحات والتجهيزات؛ لتساهم في السيطرة على انتشار الوباء، ومعالجة المصابين في تونس الشقيقة، وفي اتجاه آخر من العالم تستلم جمهورية غيرقيزيا ما تحتاجه من مساعدات طبية؛ لمواجهة أثار الجائحة. أما المساهمات السعودية من خلال المنظمات الدولية والإقليمية فهو سيل لا ينقطع.
ستتكرر الحالة في كل اتجاه، وفي كل مناسبة فالمشهد ثابت ينطلق من عقيدة راسخة لا تتزعزع مهما تغيرت المواقف، فهو واجب إسلامي تبنته الدولة الرشيدة عقيدة ومنهجًا لا تنتظر بعده جزاءً ولا شكورًا. الكتابة عن الأعمال الإنسانية للمملكة وأنهارها المتدفقة من العطايا والوقفات لا يمكن اختصارها في مجلدات متعددة، ولا أقراص مدمجة بأقصى سعة تخزين ممكنة، إنها صفحات مضيئة من عطاء لا ينضب -بإذن الله-.
سيسجل التاريخ بأحرفٍ من نور عبر الزمان الأعمال الجليلة، والعطايا، والوقفات الخالدة لبلادنا لتبقى نبراسًا لكل متدبر أمَّا عن جزائها فعند مليك مقتدر.