قبل فترة انتشر فيديو منقول من إحدى القنوات كثيرة المتابعين لها حيث تحدثت فيه المذيعة عن رقم قياسي لسعر خروف عرض للبيع عندنا وبالتحديد في محافظة الطائف حيث بلغت قيمة هذا الخروف – من سلالة ” الحرّي ” بفتح الحاء وتشديد الراء – ولم أبحث سبب هذه التسمية المعتاد ذكرها عند البيع وعلام تدل – على حد تعبيرها بمبلغ مليون ريال وأن حملين من نتاجه بيعا بمبلغ نصف مليون ريال بمعنى أن قيمة الحمل الواحد ربع مليون والعجيب أن عمر هذا الخروف لا يزيد عن عامين واعتبر المشتري أنها صفقة تجارية استثمارية وأن الحملين سيكونان في رعاية خاصة لأنهما مصدرا رزقه القادم بعد أن يحول عليهما الحولين بعد انتهاء الحضانة لدى أمهما وأنه ينتظر اللحظة التي سيعرضهما في المزادات كما هو الخروف المنتج ولم يذكر تفاصيل الشاة التي أنجبت وأرضعت ولا سلالتها وبهذا ضيع حقوقها سامحه الله !! والسؤال هنا : هل يعقل هذا السعر وهذا المزاد ولماذا نستكثر على الناقة والجمل أسعارها بالملايين مادام الأقل منها سنا ووزنا ومقاما بهذا السعر؟ أعتقد أن الموضوع فيه لبس وأنه يدعو للتفكير في سعر الحيوان !!
في هذا العيد ارتفعت أسعار الأغنام بشكل ملفت النظر في الباحة وفي الطائف وربما في بعض المناطق الأخرى ولكن بحكم معرفتي بما حدث ويحدث في الباحة ومحافظاتها سراة وتهامة وبادية فإنها سجلت أسعارا لم يسبق لها مثيل في موسم الصيف بوجه عام وفي موسم الأضاحي على وجه التحديد حيث سجلت ما بين 1500-2000 ريالا وربما وصلت لأكثر وبالتالي أحجم الكثير من ذوي الدخل المحدود عن شراء الأضاحي وهم يرددون على مضض المثل الشعبي ” ما على مكروب ضحية ” وهو يطابق الفتاوى التي تؤكد أن من لا يستطيع يضحي فليس عليه ضحية وفي ظل عدم اقتناعهم بما كان عليه الآباء والأجداد من شراء بدنة وتوزيعها على سبعة أشخاص يمثلون سبع عائلات فقد تراجعوا عن الشراء فيما أرجأ بعضهم الشراء لليوم الثالث لعلها تعود الأسعار لرشدها وفوق هذا ومع زحمة الإقبال على المسالخ بالسعر الرسمي واستعجال البعض للذبح لدى المطابخ وجزارين الظل فالأجرة لا تقل عن مائة ريال بدون هوادة يتساءل الكثير هل تطبق على هؤلاء الباعة الضريبة ويعود ريعها لصالح برنامج الضرائب المنفذ مع الاعتقاد السائد أنهم لا يخضعون للضريبة مثلهم مثل غيرهم من الباعة الأجانب حيث يبيع بدون فواتير ولا حواسب قانونية وأنهم مازالوا يمارسون البيع والقبض النقدي بالفواتير اليدوية للتهرب من الضريبة .
وفي اليوم والليلة التي سبقت يوم العيد ارتفعت أسعار كل شيء له علاقة بما يسمى بسفرة العيد في أسواق الباحة ومحافظاتها وتضاعفت الأسعار لبعضها كأنواع البلح مثلا لزيادة وصلت 100% ولعدم وجود مخبز أوتوماتيك والاعتماد على المخابز العادية ونظرا لكثافة السياح وعودة المواطنين من أمهات المدن والاستهلاك الكثير للخبز فقد اختفى الخبز من الأفران والبقالات بما فيها المولات التي تعد على أصابع اليد الواحدة كما شكلت زحمة السيارات في الشوارع أزمة رغم وجود رجال المرور في الميدان ورجال الدوريات الأمنية لتنظيم الحركة ومحاولة تخفيف الزحام إلا أن ضيق الشوارع شكل بعض القلق لدى قائدي المركبات الذي جعل رجال المرور يستغنون عن بعض كاميرات ضبط التحرك في المنحنيات لتسهيل الحركة وهو أمر اعتدنا عليه في رمضان وعن العيدين وفي ذروة الصيف خاصة في الأوقات ما بعد العصر يوميا حتى منتصف الليل ومن هذا المنبر أتمنى يتم تشكيل لجنة من المرور والأمانة والطرق وبعض الجهات ذات العلاقة تحت مظلة الإدارة العامة للخدمات بالإمارة لتعديل بعض ما يمكن تعديله في الشوارع وفتح شوارع جديدة تخفف من زحمة المنطقة المركزية ومداخل السوق القديم بالذات حتى لا تبقى بهذا الشكل في كل موسم .
غابة رغدان ومنتزه الأمير مشاري والمطلات على تهامة شهدت كثافة كبيرة من المصطافين وبالذات العائلات ومما شاهدت بأم عيني وجود خدمات متنوعة وميسرة فقط تحتاج لوعي من الزائرين للمحافظة على ما تمن إنجازه لخدمتهم في ظل متابعة الأمانة والبلديات وهو أمر لا يقتصر على هذه المواقع بل جميع المواقع في محافظتي بني حسن والمندق كذلك محافظة القرى والمخواة والعقيق وبالجرشي الممتدة حتى حدود منطقة عسير والأجمل أن الفرص أتيحت لعرض منتجات المنطقة من الفواكه والأكلات الشعبية عن طريق الأسر المنتجة وأن أسعارها في متناول الجميع وخاصة تلك التي تأتي من مزارع بيدة وذي عين والعقيق وبالجرشي ومزارع بني حسن والقرى والمندق وهي ذات مذاق خاص والكل ينتظر مهرجان الرمان القادم حيث نهيب بالمزارعين والجمعيات ونناشد الجهات المختصة بعدم تشويه الصورة من خلال الإعلان عن بيع كرتون رمان مثلا بأكثر من ألف ريال في الوقت الذي يتراوح سعره بين 300-600 يوم الافتتاح فقط وليس لكل الرمان بل لبعض الأنواع التي تعيدنا لسلالة الخراف التي بدأنا بها المقال من باب المقارنة في السعرلا النوع .
انعطاف قلم
مررت بغابة رغدان حيث كان الضباب يغطي الغابة والطرقات المؤدية غليها وكانت حركة السيارات صعبة وخلال مروري بوسط وطرف الغابة وجدت عمال بجوار الجسر المعلق وهم يصنعون صناديق حديد مكشوفة وكنت وبعض من قابلتهم نرجو عدم تنفيذ أي أعمال في هذا الوقت حيث يزعجون المتنزهين ومعظمهم من العائلات وان يتم دراسة هذه المشاريع وتنفيذها خلال العام لا في ذروة الصيفية فمنظر العمال والمواد مزعج ومشوه بصريا لأفضل مكان في الغابة في المدرج الأخضر المطل على عقبة الملك فهد تجاه المخواة .