نعم..إنه الحج تلك الشعيرة التي توليها حكومتنا السعودية حفظها الله جلّ اهتمامها، وليس أدل على ذلك، الأمر الملكي الكريم بإنشاء الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، في2018/6/1، ويرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وذلك للارتقاء بالخدمات المقدمة في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بما يتناسب مع قدسيتها ومكانتها، ويسهل خدمة ضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والزوار والمعتمرين، لتطوير المنطقة وتحسين البنى التحتية بالعديد من المشاريع الفاعلة، بما يتناسب ورؤية المملكة 2030 وتنامي أعداد الحجيج، وأجزم بأن جميع وزارات الدولة تعنى بالحاج بلا إستثناء، في منظومة متكاملة يشد بعضها عضد بعض، برعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، ليهنأ الضيف الكريم بأداء نسكه بيسر وأمن وسلام، يعم البلاد شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، بفضل من الله تعالى، وللحديث عن التطور الملحوظ في منظومة الحج، نخوض في بحر الإنجازات التي دأبت قيادات المملكة العربية السعودية المتعاقبة حفظها الله، في إعادة تأسيس لبناتها التحتية لتواكب الأعداد المتنامية من الحجيج، بإنشاء العديد من الطرقات وتعبيد المرتفعات بشق الأنفاق المتطورة، وتوسعة الحرمين الشريفين ومنشأة الجمرات، والعمل على إستبدال الخيام التقليدية بغيرها ذات الجودة العالية، المقاومة للحريق وتقلبات الطقس، والعمل جارٍ عبر دراسات حديثة لإبدالها ودورات المياه بمنشأت متعددة الطوابق، وما حواها من إنارة وتكييف لتفادي الأجواء الموسمية الحارة، وما يلزمها من شبكات كهرباء، وكذا العناية بطرق المشاة وتظليلها وما تحويه على جنباتها من برادات مياه، ورشاشات المياه المنتشرة على كل المشاعر المقدسة، لتلطيف الأجواء الساخنة، وميكنة نظافة المشاعر المقدسة بما يتناسب وتلك الأكوام المتزايدة من النفايات، كل تلك المشاريع التطويرية السعودية المعاصرة التي يتم تنفيذها واقعًا ملموساً، بعد أن كانت رؤى وأحلام يكاد يعدها من عاش الحقبة الماضية من الزمن ضرباً من الخيال، ولكنها أصبحت وأمست حقيقة، بتضافر الجهود وهمم رجالات الوطن ونسائه، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، للإرتقاء بخدمات ضيوف الرحمن، والحديث عن أحلام ورؤى وزارة الحج والعمرة يطول في ظل رؤية المملكة، التي بدأتها بالمسار الإلكتروني وبرنامج سجل، وما يحمله من تقنية معلوماتية ضخمة، ساهمت في تنظيم خدمات الحجيج ومتطلباتهم المعيشية في المواسم الماضية، والذي ساهم أيضاً بشفافية عالية، بالتعاون مع منصة توكلنا في تسجيل الراغبين في أداء الفريضة الحج هذا العام الإستثنائي الثاني، إذ حرصت وزارة الحج والعمرة بناءاً على التوجيهات الكريمة، على أن يشتمل حج هذا العام 1442 على جميع الجنسيات العربية والإسلامية المقيمة في المملكة لعدد 60 ألف حاج، مع الإلتزام بالإشتراطات الصحية المحددة، وقد حرصت الوزارة أيضاً بالشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الإصطناعي سدايا، إلى تعزيز تقنيتها في منظومة الحكومة الذكية المتوافقة مع رؤية المملكة، بإستحداث البطاقة الذكية التي تحوي جميع بيانات الحاج اللازمة خلال الموسم، والحائزة على جائزة التميز لإمارة منطقة مكة المكرمة، إضافة إلى العديد من المنصات الإلكترونية التي دشنتها الوزارة في مواسم الحج الماضية، والمدعومة بهواتف التواصل المجانية، التي يشرف عليها نخبة من الإستشاريين، للرد على إستفسارات الحجيج من داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى إستخدام خاصية تتبع الحافلات، بدءاً من نقاط تجمعهم المحددة عبر منافذ القدوم الداخلية للمملكة وخلال تنقلاتها في دورة الحج، والتي نالت إعجاب الحجيج الذين عبروا عن سعادتهم بتلك الحفاوة وحسن الإستقبال، بالابتهال إلى الله تعالى، أن يحفظ المملكة قيادة وحكومة وشعبًا، على ما تقدمه من خدمات جليلة لضيوف الرحمن، ولتمكنهم من أداء الفريضة رغم جائحة كورونا، *وما يشهده العالم من تنامي أعداد الإصابات والوفيات، وما تبعها من إغلاقات عالمية لكل المناسبات الوطنية وغيرها*، ولو تجولنا في المشاعر المقدسة وحول المسجد الحرام بمكة المكرمة، لوجدنا العديد من شباب الوطن ذكوراً وإناثاً وبتخصصات متعددة، متطوعين في خدمة الحجيج، وفيهم من يجيدون العديد من اللغات، لتسهيل التواصل مع كل الجنسيات التي اصطفاها الله تعالى لأداء فريضة الحج لهذا العام، *نعم..إنها أحلام ورؤى تتحقق بخطوات ثابتة*، إبتغاء مرضاة الله، لترتقي إلى طموحات وتطلعات قيادتنا السعودية الحكيمة، في زمن أصبح وأمسى الحلم حقيقة، بفضل الله ثم بهمم رجالات ونساء الوطن المعطاء، على مهد رسالة سيد الخلق نبينا محمد عليه وآله أفضل الصلاة والسلام، ولهؤلاء الحاقدين على وطننا الغالي أختتم بالقول: نعم نحن بعون الله جديرون بخدمة ضيوف الرحمن، حجاجاً وزوار ومعتمرين، في وطن الخير سلمان بن عبدالعزيز سدد الله على دروب الخير والنماء خطاه، اللهم آمين.
0