المقالات

تجاوزنا النجاح إلى جودة الخدمات ‏والتحول الرقمي، واستخدامات التقنية والذكاء الاصطناعي

لم نعد نحتاج والحمد لله إلى الحديث عن نجاح موسم الحج؛ لأن المملكة أثبتت بتوفيق الله وعونه قدرتها ‏على نجاح مواسم الحج؛ وذلك ‏بما ‏أولته القيادة العليا ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -‏حفظهما الله- من الاهتمام والرعاية والتوجيه والإشراف، وبما تحقق من إعمار، وتطوير الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة خلال العهد السعودي الميمون، وبما وفرته القيادة للأجهزة المعنية بتنظيم موسم الحج من الإمكانات، وما بذلته من الإنفاق السخي، ‏وللتجربة السعودية في بناء منظومة الحج وتنظيم المواسم، وإدارة الحشود .

ولأن ملوك المملكة ‏يتعاملون مع قيادة الحج بما أولاهم الله إياه وقدره لهم من الولاية ‏على الحرمين والمقدسات الإسلامية في وطننا السعودي العزيز، ‏والقيام بأمانة الولاية، وواجب المسؤولية ‏وشرف خدمة الحرمين الشريفين، ‏وإحسان وفادة ضيوف الرحمن، وقاصدي الأماكن المقدسة ‏من الحجاج والمعتمرين والزوار، والقائمين والعاكفين، والركع السجود.

‏لقد نجحت المملكة العربية السعودية، ووفقت ‏خلال تاريخها المضيء ‏إلى خلق منظومة حج عظيمة ومتكاملة ‏في بنيتها التحتية ومرافقها وتنظيماتها، ‏بدءًا بمنافذ الوصول ‏البرية والبحرية والجوية ومن مواني ومطارات إلى الطرق والمواصلات والقطارات، ومن إعمار مكة والمدينة، وتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، ‏وإعمار وتطوير المواقيت والمشاعر المقدسة ومساجدها ومرافقها، وكذلك الإسكان والبنية التحتية من شبكات المياه ‏والصرف والكهرباء والاتصالات والأمن الغذائي والخدمات الصحية والبلدية‏، وقبل ذلك كله توفير الأمن وحفظ الأنفس حتى يؤدي حجاج بيت الله ‏مناسكهم في بلد الله الآمن في يسر وأمن وسلام .
إن ‏النجاح الذي تحقق مع وفوق كل ذلك في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان هو النجاح في إقامة شعيرة الحج خلال جائحة كورونا، ‏والقدرة على المواءمة بين إقامة الشعيرة وحفظ الأنفس، وتحقيق مقاصد الشريعة، ‏في ضوء إستراتيجية ‏متكاملة طبقت فيها الإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الصحية والتنظيمية والخطط الأمنية، فتحقق بعون الله موسم حج سالم وآمن خالٍ من الأوبئة والكوارث .

‏وإن النجاح المستجد الذي يمكن أن يُشار إليه في هذا العام، وما يستهدف استكمال إنجازه في الأعوام القادمة، هو تحقيق مستهدفات رؤية 2030 وطموحات رائدها ولي العهد الأمين فيما يخص الحج والعمرة والزيارة والحرمين الشريفين، وغايات وبرامج ‏الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ‏ومنها برنامج إعمار وتطوير ‏المسجد الحرام، ‏وبرنامج المشاعر المقدسة، وبرنامج الأراضي والعقارات، ‏وبرنامج الشراكات والاستثمارات، واستدامة التطوير وجودة ‏الخدمات والتشغيل والصيانة، ‏ومشاريع شركة كدانة الذراع التنفيذي للهيئة التي بدأت جهودها، ولمسنا بداية لمساتها وتطمح إلى تنفيذ كل تلك المستهدفات، وتحقيق التطوير والجودة والجاذبية المنشودة.

‏ ‏ويحق لنا المفاخرة ‏بما شهده حج هذا العام ١٤٤٢هـ من تطور عصري تمثل في التحول الرقمي، و‏استخدامات التقنية والذكاء الاصطناعي في تنظيم الحج وأداء المهمات وتقديم الخدمات ‏والتحول المؤسسي للطوافة إلى شركات، ومن ذلك المنصات، والمراقبة والأساور، والبطاقات الذكية، والروبوتات وغيرها .

‏والفخر كل الفخر بوطن وقيادة ‏تحمي أرض الحرمين، وتحفظ أرواح المسلمين، وتؤمن الحجاج والزوار والمعتمرين، وتكرم وفادة ضيوف الرحمن، وتيسر عليهم مناسكهم، وتتشرف بخدمة الأمانة وشرف الولاية وتعتز بالتلقب بـ (خادم الحرمين الشريفين).

————————————
أستاذ كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة
بجامعة أم القرى

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button