قال صاحبي: الحياة دروس، إن لم تجتز الدرس في المرحلة الأولى، فعلى الأقل تعلّم، هكذا هي الحياة تختبرنا أولًا، ثم تُعلمنا، فما الذي تعلّمته من الحياة؟ وما أهم تجاربك التي تتمنى أن يستفيد الآخرون منها؟
أدركتُ بعد أن:
الحياة مدرسة مفتوحة، فيها كل الدروس، وجميع التخصصات، والمعارف، لا تحتاج إلى اختبار قدرات، ولا لمعدل عالٍ، ولا شفاعة من هنا أوهناك، حتى تلتحق في صفوفها، فبمجرد قدومك إليها فقد تم قبولك طالبًا فيها.
أدركتُ بعد أن:
دروس الحياة وعبرها تأتي مفاجئة، ليس للعمر معيار كبير في اجتياز اختباراتها، بقدر ما للخبرة والوعي والاستفادة من الدروس والحوادث الشخصية لك أو لغيرك، من أثر كبير في عبور منعطفاتها، والوصول بسلامٍ إلى محطة المغادرة منها.
أدركتُ بعد أن:
تعرضت الوالدة -حفظها الله- وعافاها، لوعكة صحية خلال الفترة الماضية، كانت مليئة بالدروس، التي دعتني للتفكر فيها، فهذه حادثة واحدة خرجتُ منها بتجارب متعددة، وأنتم أيضًا لكم تجاربكم التي لا تخلو من الدروس والعبر، لكنها حبيسة الصدور، لماذا لا نتشارك هذه التجارب مع بعضنا؟ فالحياة تجارب، لك أو لغيرك، المهم كيف نستفيد منها؟
أدركتُ بعد أن:
نحن الأبناء مقصرون في حقوق والدينا، وتفقد صحتهم، بين الفينة وأختها، فلا يكف المرور العابر، ولا السؤال الجائر كيف الحال، دون فحص الحال وسبر أغواره، فللوالدين كل الوقت، وليس ما فاض منه.
أدركتُ بعد أن:
أهمية الوقت في إنقاذ حياة مريض محتاج لكل ثانية حتى يصل في الوقت المناسب للمستشفى، فليس كل من يقود سيارته بسرعة عالية متهور، بل قد تكون لديه حالة طارئة تستوجب السرعة، وما هو أهم منها، وهو التجاوب السريع في إفساح الطريق أمامه.
أدركتُ بعد أن:
أهمية التجاوب مع كل من يدعونا في الطريق لنمنحه فرصة العبور، حتى لو أدى الأمر لتجاوز الضوء الأحمر، فليس كل متجاوز للإشارة الضوئية متهورًا نصبُّ عليه جام غضبنا، فلعل له عذر ونحن نلوم، جزى الله خيرًا ذلكم الشهم الذي لم يتردد في إفساح الطريق لي، لم أتبيّن صورته، لكن الله يعرفه.
أدركتُ بعد أن:
أهمية التبرع بالدم، وتذكرت قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَميعًا﴾(المائدة: 32)؛ إضافة إلى العوائد الصحية التي يصعب حصرها للتبرع بالدم، فكم من إنسان معافى ظاهريًا، كان تبرعه بالدم سببًا لإنقاذ حياته.
أدركتُ بعد أن:
إننا أغنياء جدًا بما وهبنا الله إياه من الصحة والعافية، وعرفتُ أهمية الفحص الدوري لكل من تجاوز الأربعين، ومعرفة أهمية ونوع الفحوصات التي يتعيّن عليه إجراؤها، حتى لو كان يتمتع بصحة جيدة، فالصحة تاج لا يراه إلا من فقده.
أدركتُ بعد أن:
إننا معشر الأبناء لم ولن نبلغ معشار جزاء الوالدين مهما فعلنا، فالوالدان في أشد احتياجهما لنا يكتمان عنا، حتى لا يقلقنا طلبهما، ولا ينغصان علينا يومنا، تبًا لكل مقصر.
قلت لصاحبي:
درست مبكرًا.. لكني تعلمت متأخرًا.