كنت قد تحدثتُ في مقال سابق بعنوان “أسئلة فرضتها الجائحة حول مُستقبل العملية التعليمية”، عن الدور والتحوّل الكبير الذي صاحب تطبيق البلاك بورد من كونه بديلًا إلى أساسٍ ومهم لاستمرار العملية التعليمية، وكان يتخلله بعض الأسئلة والتحديات التي كان الجميع يتطلع إلى الإجابة عليها، ومنها:
1. هل سيعود البلاك بورد لدوره الرئيسي والذي صُنع من أجله كبديل في العملية التعليمية بعد توفر اللقاحات وانتهاء الأزمة ؟
2. ما هي الطريقة المثلى للاستفادة من هذا النظام التقني دون أن يكون هناك إخلال بالحضور الشخصي للقاعات التدريسية بالجامعة ؟
3. هل سيحقق تطبيق التعليم عن بُعد الفائدة المرجوة التي كان يحققها الحضور الشخصي للقاعات الفصلية الجامعية ؟
جميع هذه الأسئلة مازال من الصعب جدًا التنبؤ بإجاباتها خلال الفترة الحالية، فهي تحتاج إلى وقت وممارسة واستطلاع ومقارنة حتى نستطيع أن نجيب عليها، لكن سأتحدث عن التحدي الثالث من بين هذه الأسئلة والتحديات المطروحة من خلال تجربتي الحالية بعد العودة الحضورية للقاعات الفصلية خلال الفصل الصيفي الحالي, وذلك عندما بدأت بالتحدث مع الطلاب ومناقشتهم لأخذ استطلاعات عن هذا الموضوع، وأنا أقول في نفسي إن اجاباتهم قد تكون معروفةً لدي، وقد يكون لمواقع التواصل الاجتماعي وتويتر تحديدًا دور في تكوين هذا الرأي، فبدأت بطرح بعض الأسئلة المهمة وهي :
كيف وجدت تطبيق البلاك بورد؟، ماذا تفضَّل: الحضور للقاعات الفصلية أو التعليم عن بُعد ؟، ماهي إيجابيات وسلبيات الحضور الشخصي للقاعات الجامعية ؟، ما هي إيجابيات وسلبيات التعليم عن بُعد ؟
حقيقةً تفاجأتُ وسعدتُ واستمتعتُ من المشاركات والإجابات التي أظهرت مدى النضج والوعي والشغف لديهم، فجميعهم فضَّل الحضور الشخصي للقاعات الفصلية الجامعية عن استخدام تطبيق “البلاك بورد”؛ معللين بمدى الشوق للبيئة الجامعية وللتواصل الشخصي مع زملائهم الرقميين والذين عرفوهم عبر التقنية؛ ضاربين ضرب الحائط بكل الامتيازات والتسهيلات التي كان يقدمها هذا التطبيق، من إمكانية الحضور والمشاركة عبر التقنية من مختلف الأماكن، بالإضافة إلى كون تطبيق “البلاك بورد” يعتمد على الرقابة الذاتية عند الاختبارات؛ والتي قد تُتيح للبعض الاطلاع على المقرر أو التحدث مع زميل آخر أثناء الاختبار، الأمر غير المقبول وغير المتاح عند الاختبار في القاعات؛ وذلك لوجود الرقابة الإشرافية الشخصية من قبل أستاذ المقرر، وما يؤكد على كلامهم هو الحضور المُبكر والمُشاركة والمثابرة والتفاعل المستمر والاجتهاد الواضح داخل وخارج المحاضرات، فجل اهتمامهم هو الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن تخصصهم. الأمر الذي أوجب علي أن أعرض بعض آرائهم واتجاهاتهم، والتي قد تكون غير واضحة بسبب بعض الهاشتاقات المدفوعة، أخيرًا لا ننكر الدور الكبير والأساسي للتطبيق “البلاك بورد” في استمرار العملية التعليمية في فترة سابقة، فوجوده مهم وضروري، ولكنه حتمًا لا يُغني عن الحضور الشخصي للقاعات الفصلية خصوصًا بعد توفر اللقاحات، وهذا ما قد أجمع عليه أعضاء هيئة التدريس من مختلف الجامعات السعودية، وما يريده الكثير من الطلاب وفقًا لتجربتي الفصلية البسيطة، وما سعت له بعض الجامعات السعودية من الإعلان المبكر لعودة الدراسة حضوريًا، معلنةً بضرورة الحصول على اللقاح من قبل أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب حتى يستطيعوا الدخول لمنشأتها؛ وذلك من أجل سلامة الجميع .
3
مقال مميز وجميل دكتور عمرو بالفعل لا غنى عن الحضور للجامعة
شكرا استاذ عمرو على المقال الجميل الذي استمتعت بكل حرف منه.
والله مافي أحلى من الذهاب للجامعة وانت رايح تأخذ قهوتك معك وتقابل أصحابك جو فاقدينه والله