الطلقة الأولى: لا شك أن رشاش -رحمه الله- إنسان أخطأ بحق نفسه ومجتمعه ووطنه، وقد نال عقوبته ولا نعلم عن حاله ومصيره، فلربما يكون قد تاب توبة لو وزعت على أهل الأرض لكفتهم، وكل ذلك في علم الله سبحانه وتعالى. ولا يجوز التعرَّض له أو الإساءة إليه، بل إنه وبناء على المادة الثالثة من نظام الجرائم المعلوماتية التي نصَّت فيها الفقرة الخامسة المتعلقة بالتشهير بالآخرين، وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة، بأنه يُعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على 500 ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين، عليه فإنه لا يجوز نشر كل ما من شأنه إيقاع الضرر على أسرته؛ حيث إنه قد أفضى إلى ما قدم ولا يجوز التعرَّض له شرعًا، ولا نظامًا، ويحق لأسرته مقاضاة كل من شهَّر بسمعته وسمعة عائلته، وألحق الضرر بهم، كون الحقوق محفوظة نظامًا وشرعًا، كما أنه لا يوجد حكم قضائي ينصُّ على نشر جنايته، كما تحدث بذلك عدد من المختصين القانونيين.
الطلقة الثانية: إن الإنسان يبقى هو المسؤول عن تصرفاته الفردية فلا تزر وازرة وزر أخرى، وبالتالي فليس هناك ربط أو مجال للإساءة لأسرته أو لقبيلة كبيرة ليست بحاجة لشهادتي أو شهادة غيري؛ فهي كغيرها من القبائل العريقة التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وقد قدمت الكثير من الرجال والكفاءات الذين خدموا مجتمعهم في مختلف المجالات بل وهناك من قبيلته وأقربائه ممن ضحوا بأنفسهم لخدمة وطنهم، وهذا واجبهم والوطن يستحق من أبنائه الكثير.
الطلقة الثالثة: المُتعارف عليه أن نقل مثل هذه الأحداث والقصص وتصويرها في أعمال تلفزيونية يتطلب من القائمين على العمل القيام بتغيير أسماء أبطالها ومحاولة عدم الإشارة صراحة لصاحب القصة الحقيقية؛ وذلك بهدف البُعد عن الإساءة أو جرح مشاعر المقربين له من أسرته وأصدقائه، وتلافيًا للمساءلة القانونية التي يمكن أن تطال فريق العمل بل ويتم عرض إعلان في بداية العمل يُشير إلى أن هذه القصة هي من وحي خيال المؤلف، وأنه في حالة وجود قصة مشابهة لها في الواقع؛ فإن ذلك يُعد من باب المصادفة، لكن حقيقةً أن جرأة فريق العمل كانت كبيرة.
الطلقة الرابعة: كان من الممكن أن نصدق كلام المسؤولين عن المسلسل في ترويجهم بأن بث مسلسل رشاش يهدف إلى إظهار جهود وبطولة رجال الأمن، وهم بلا شك غير صادقين في طرح هذا المبرر؛ حيث لو كان الهدف كما ذكروا، فكان الأحرى أن يكون بطل المسلسل رجل الأمن الذي يضحى بوقته وروحه من أجل وطنه، وإن كان رجل الأمن ليس بحاجة لشهادة الخواجة “توني جوردن” مؤلف المسلسل؛ ليبرز لنا بطولة رجل الأمن السعودي، فكل مواطن ومقيم بل وحتى خارج هذا الوطن الشامخ ستجد العدو قبل الصديق يشهد ببطولة أبنائه، وتفوقهم في كافة الميادين.
الطلقة الأخيرة: هناك الكثير من الأعمال الفنية التي قد تلقى رواجًا في بداية عرضها، وربما تنجح مؤقتًا، ولكنها سرعان ما تندثر، ولا تعد تصلح لإعادة عرضها مرة أخرى، وباندثارها يندثر نجاح أبطالها الوقتيين على غرار (صالح للاستعمال لمرة واحدة فقط).
مرحبا بك ابا علي المتحدث وكاتب القلم، مقال مميز ويكفينا فخر بعودتك للكتابه
شكرا لك اخي عبدو ولكلماتك الجميلة المحفزة..