اللواء عبدالله سالم المالكي

الدراما السعودية إلى أين ؟!

(الذي ليس له ماضٍ ليس له حاضر)، نعم ولكن ليس كل ماضٍ يُشاد به، ما نفخَر به هو الماضي المجيد الذي نعتزُّ به كأمة عربية إسلامية ووطن شامخ يكفيه عزًا ومكانة أنه مهبط الوحي، ومبعث النور، وقبلة المسلمين أجمعين.
نفخر بأبطال الدولة السعودية الأولى والثانية الذين حاربوا كل التيارات الهدامة والدعاوي الباطلة التي هدفها نشر الخزعبلات والشركيات، والخضوع لغير الله والخنوع لطواغيت الإنس والجن.
نفخر بعبق الماضي الذي يفوح بعقيدتنا وعراقتنا، وتراثنا وأمجاد آبائنا وأجدادنا الذين ساهموا مع الملك المؤسس -طيب الله ثراه- في توحيد البلاد وتوطيد الأمن، وإقامة هذه الدولة العظيمة التي تضاهي دول العالم الأول تقدمًا وازدهارًا وطموحًا.
نفخر بمؤسس هذه الدولة العظيمة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ورجاله وأعوانه يرحمهم الله الذين فتحوا الرياض، واستعادوا الأمجاد، رغم قلة عددهم وعتادهم ثم توالت انتصاراتهم؛ ليوحدوا أرضًا شاسعة أشبه ماتكون بقارة، ويطلقوا عليها المسمى التي تشرف به الآذان وتعتز به الأجيال (المملكة العربية السعودية).
نفخر بملوكنا الأوفياء الذين تعاقبوا على حكم هذه البلاد بالحزم والعزم، والحلم والعدل، وأحبوا مواطنيهم فأحبوهم، وحرصوا على سعادتهم فأسعدوهم فهنيئًا لنا بهم، وهنيئًا لهم بمواطنيهم.
وكم كنا نتمنى تمجيد أولئك الأبطال الذين ناضلوا من أجل حياةٍ كريمة للأجيال القادمة بعمل مسلسلات هادفة وأفلام وثائقية عالية الجودة بدلًا مما نشاهده من أفلام هابطة ومسلسلات رديئة لا تمت لماضينا المجيد أو عصرنا الزاهر بِصِلَة هدفها الإثارة، وكسب المزيد من المشاهدات مع تطبيع العادات السيئة والتغرير بالنشء.

لم ولن نفخر بقطاع الطرق ومهربي الأسلحة والمخدرات ومعتنقي الفكر الضال، ولا نريد تذكيرنا بماضيهم المشين، وأفعالهم القبيحة المخالفة للقيم والعادات والثوابت الدينية.

أما رجال أمننا البواسل، فهم مصدر فخرنا واعتزازنا على مر السنين، ولا أحد يُساومنا أو يزايد على ثقتنا بهم، وتعاوننا معهم، ومعرفتنا بإمكانياتهم وقدراتهم في الوقاية من الجريمة قبل وقوعها وضبط مرتكبيها حين وقوعها في وقت قياسي، وتسليمهم للعدالة والاقتصاص منهم حسب الجرم المنسوب إليهم، ولن نحتاج إلى مشاهدة أفلام لا تُحاكي واقعهم، ولا تُواكب مراحل تطويرهم.

—————————-
كاتب رأي ومستشار أمني

Related Articles

3 Comments

  1. لافض فوك أبا رائد.
    وسلمت أناملك سعادة اللواء?.
    مقال يستحق القراءة والنشر والإشادة.
    إذ المفروض أن من يشاد بهم وتصنع لهم الدراما لتبرزهم وتعرف بهم هم من صنع التنمية والتطوير والأمن والاستقرار ورغد العيش للوطن الغالي ، لاقطاع الطرق وأهل الإرهاب والتكفير والتفجير الذين هم بالأصل نكرات فلما صنعت لهم الدراما أفلاماً أصبحوا معارف وشخصيات ، كان الجيل الصغير لايعرف عنهم وإذا سمع بهم اشمئز من سيرتهم فلما شاهد الأفلام عنهم أعجب بهم وأصبح يتطلع ويبحث عن أفلامهم ، والخوف من تقليدهم أن يتزايد بعد الإعجاب بهم من قبل الأطفال.
    ياصناع القرار في بناء الدراما والكوميديا ، وأفلام الأكشن رفقاً بجيل الواطن الناشئ اصنعوا لهم مايفيدهم وعرفوهم بالقادة العظماء الذين ساهموا في توحيد وتشييد هذا الوطن العظيم وبنائه ، واتركوا والنكرات الذين أساءوا إليه وإلى مقدراته وأبناءه.

  2. مقال رائع يازميلي اجدت فيه واصبت عين الحقيقة وفقك الله لمًا يحبه ويرضاه…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button