“روان” اسم أصبح مألوفًا ورائجًا خلال الأيام الماضية عبر مُختلف منصات التواصل الاجتماعي؛ حيث أحدث خبر مقتلها ضجة كبيرة في المجتمع؛ خاصة وأن هناك حكايات تتكرر مشاهدها وفصولها في أماكن مختلفة من مجتمعنا باختلاف الأسماء والأعمار، مع العلم بأن قتل النفس البريئة بأى أرض يُعد عملًا محرمًا شرعًا ومجرمًا قانونًا؛ لأن النفس حرم الله قتلها إلا بالحق، ومن يرتكب هذه الجريمة تحت أي ذريعة يتخذها فإنه قد انسلخ من الدين وتجرّد من الإنسانية والرحمة، وتحول إلى شيطان أعمى لا يرى أمامه إلا شلالات الدم الحمراء وضحيته التي بات يتلذذُ برؤيتها، وهي تسبح في برك من الدماء !
و(روان) فتاة مثل كل الفتيات اللاتي في مثل عمرها رغم زحمة الحياة وصعوباتها، كانت تغمض عينيها في بعض اللحظات لتتخيل فارس الأحلام الذي سوف يخطفها على حصانه الأبيض؛ لكي يبنيا معًا عش الزوجية، وكانت تحلم كأي فتاة بلبس فستان الفرح لتكون زوجة لرجل يتصف بالأخلاق والصفات الحميدة إلا أنها مع الأسف الشديد، وبعد خمسة أيام من إتمام مراسم حفل زواجها تحطمت كل أحلامها ووئدت روحها البريئة على يد شيطان في صورة إنسان حوَّل كل آمال (روان) إلى بقيعة سراب !
وهنا سأقف قليلًا أمام هذه الجريمة النكراء التي هزَّت أركان المجتمع السعودي الذي عُرف عنه التلاحم والتراحم باعتبار أن كل المجتمع أسرة واحدة؛ خاصة وأنني وقعت في حيرة من أمري وأنا أدقق في أخبار هذه الجريمة وملابساتها فلا أدري هل أبدأ من جريمة ضرب ذلك الوحش لروان بالحجارة على رأسها، أم تعمده دهسها بسيارته؛ حتى فاضت روحها الطاهرة تحت عجلاتها، أم أبدأ من الخطأ الذي ارتكبه أهل قاتلها عندما قرروا تزويج ابنهم مع علمهم بحالته الصحية وقدراته العقلية والنفسية؛ وكأني بهم قد وضعوا أمام أعينهم ذلك المثل الشعبي الذي يقول: (زوجوه يعقل) فكانت النتيجة إزهاق روح (روان)؟!
وأمام هذه التساؤلات المليئة بالأحزان حول هذه الجريمة البشعة التي دقت نواقيس الخطر يتضح لنا جليًا أنه بات من الضروري تضمين فحص ما قبل الزواج الكشف عن الأمراض النفسية والقدرات العقلية، وكذلك تعاطي المخدرات فقد أصبح ذلك أمرًا ملحًا لكلا الطرفين يتم بناءً عليه تحديد مدى فاعلية الزواج من عدمه لا سيما وأن تعمد أحد طرفي الحياة الزوجية إخفاء حقيقة إصابته ببعض الأمراض النفسية أو إدمانه للمخدرات عن الشريك الآخر سيكون القنبلة الموقوتة التي ستهدد مستقبلًا استقرار وديمومة تلك الحياة الأسرية، فلعل تطبيق هذا النظام قد ينقذ الأجيال المقبلة من الوقوع ضحايا للمشكلات والمصائب التي قد يجرها الزواج غير المتكافئ دينيًا وأخلاقيًا وصحيًا؛ حتى لو بارك جميع أفراد الأسرتين هذا الزواج .
كما أنه يستوجب على الجهات المختصة دراسة هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا وتطبيق كافة الإجراءات والوسائل التي تحد من وقوع مثل هذه الجرائم المفزعة وفتح ملف حيازة الأسلحة والتسلح، ومعالجة ثقافة العنف، وتغليظ عقوبة التعرّض للأفراد بغرض ارتكاب الجريمة سواء كان المعتدي رجلًا أم امرأة، وكذلك سرعة تنفيذ شرع الله فيمن سولت له نفسه إزهاق روح بريئة، وعدم تبرئة ساحته تحت ذريعة الأمراض النفسية أو العقلية فشريعة الله في كتابه الكريم نصت على أنه من قَتل يُقتل؛ ليكون ذلك رادعًا لكل من أزهق روحًا كرمها الرحمن!
وفي نهاية المطاف فإننا نُقرئك السلام يا (روان)، ولروحك الطاهرة الزكية نرفع أكفنا للرحمن بأن يدخلك فسيح الجنان، وأن يلهم أهلك الصبر والسلوان، فقد كان لبسك لفستان الزفاف مسك الختام لتلك الروح التي دُفعت ثمنًا غاليًا لبشر تحول إلى شيطان فربما يأتي يوم، ويكتب اسمك في قائمة النساء اللواتي كن السبب في سن قوانين وتشريعات تمنع تزويج أي مريض نفسي أو مدمن من كلا الجنسين لكي لا نعود إلى جاهلية قضى عليها الإسلام .
وخزة قلم :
مع نمو المجتمع واتساع دائرة الظواهر السلبية، أصبح هناك صعوبة في تطبيق معايير الزواج بالطرق التقليدية.
بالنسبه لزواج التقليدي صعوبة تطبيقه الآن أكثر حالات الطلاق بسببه إن كنت لا تدري
رحمها الله تعالى وغفر لها واسكنها فسيح جناته
رحمها الله تعالى وغفر لها واسكنها فسيح جناته