عبدالرحمن الأحمدي

روان من الضحايا وليست آخرهم !

نزل خبر فاجعة عروس الباحة كالصاعقة على أقارب ومعارف المغدورة “روان الغامدي” بل على كل أطياف المجتمع. وإن كان خبر مثل هذا لم يكن الأول ولن يكن الأخير حدوثه في مجتمعنا مالم تتبدل بعض الأفكار القديمة والقناعات غير الموفقة في محيط بعض الأسر بتزويج الفتاة للشاب كيفما كان حال هذا الشاب فلا تقصٍ عن دينه وخلقه، ولا بحث أومتابعة؛ للاطلاع عن مختلف جوانب حياته الشخصية والاجتماعية. فهذه الشابة “روان” _يرحمها الله _ انتهت تفاصيل حياتها على يد شاب أخرق لايملك ذرة من الرحمة والمروءة بعد أن ارتكب حماقات غير مبررة إطلاقاً فمثل هذه الشابة الصالحة فقدها للأسف أهلها، وفقدها مجتمعها لما عرف عنها من صفات إنسانية راقية من حب الخير، ومن صلة الرحم، والتواصل في كل مافيه نفع وخير للآخرين.

وبطبيعة الحال انتهت مآسي هذه الفاجعة للجريمة النكراء بالقبض على الشخص المجرم الآثم من قبل الجهات الأمنية وسينال عقابه الشرعي.. ولكن لم ينتهي هذا الملف المؤلم حقيقةً فكم روان عاشت بيننا ألماً وخوفا ورحلت بكل صمت وهدوء لدار الحق دون أن نعرف مأساتها الكبيرة، ودون أن تشكو حالها، ودون أن تصل إليها الجهات المسؤولة؟ وكم روان تعيش بيننا الآن وهي تئن من مثل هذا النوعية من الأشكال البشرية التي أخذها الانحراف والضياع من كل اتجاه إما بسبب أمراض نفسية معقدة كنا نعتقد عمداً أن الزواج هو الحل الناجع في شفائها ، أو بسبب تعاطي المخدرات وأيضاً أعتقدنا ظلما أن الزوجة الصالحة هي السبيل الوحيد في تقويمها وإرشادها..! وكم روان سوف تعيش في غفلة منا إذا لم نتدراك جميعاً هذا الوضع المأساوي.

إن من المأمول من الجهات الحكومية المعنية، والمؤسسات المدنية المختصة بشؤون الأسرة والمجتمع البحث الدقيق عن مثل هذه الحالات المؤسفة والتي لا تستطيع أن توصل صوتها؛ لتكشف ما تشعر به من مآسي عديدة تعيشها في كل لحظة، ولا تكتفي هذه المؤسسات بانتظار البلاغات الرسمية بل تبادر لتصل وتحمي كل محتاجة ومتأذية بسبب زوج منحرف تاه في مستنقع السوء والرذيلة. فلكل إنسان الحق أن يعيش حياة كريمة. كما أن من الأهمية حصر الحالات وعمل سجل إنجاز لكل إدارة في كل منطقة من المناطق عبر مؤشرات فاعلة من حيث أكبر عدد من الوصول إلى الحالات المتضررة؛ للتدخل والمساعدة إضافة إلى التمكن من حل المشكلة بصفة نهائية. فهذا الأسلوب المفترض.. ومن ثم من الجميل جداً تكريم تلك الجهات المتميزة لجودة عملها فحياة الناس الآمنة هي الغاية الذي لاتقدر بثمن وحتى تكون روان _يرحمها الله _آخر الضحايا.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button