عبدالله غريب

نداء لفرع الهيئة العامة للسياحة بالباحة

خلال صيف هذا العام انتشرت بعض الفيديوهات لبعض القرى القديمة في الباحة ويبدو بعض المواطنين وهم يشرحون للسياح الذين يزورون المنطقة حيث يأتي الشرح عن هذه المنازل القديمة وفيها بعض المبالغات أو بعض المعلومات التي لا تهم السائح ولا حتى تهم السياحة في الباحة في شيء ومنها على سبيل المثال الإشارة إلى وجود بعض السجون القديمة في تلك المباني ومع أنهم يشيرون لتاريخها بأنها كانت ضمن تاريخ الحكم القبلي قبل العهد السعودي إلا أن ذكرها في أولوية الكلام والتأكيد على أسماء أصحاب تلك البيوت والسجون ” السفول ” كما كانت تسمى يعتبر مما يثير حفيظة المواطنين ممن يشاهد تلك التسجيلات عبر السناب شات أو بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد الانتهاء من زيارة السائح لتلك القرى فضلا عن استغراب بعضهم والتعقيب على المتحدث بشيء من التساؤل لماذا يتم التركيز عليها دون ذكر ما لهذه القرى وسكانها من محاسن ومزايا اجتماعية حتى لو أنها كانت خارج النسق الذي فرضته عليهم ظروفهم غير ما نعيشه اليوم في هذا العهد الزاهر الذي أرسى قواعده المؤسس الملك عبد العزيز – يرحمه الله – إلا أن هؤلاء الذين يقومون بالشرح قد لا يملك بعضهم الحد الأدنى من أسلوب الإرشاد السياحي الذي نأمله منهم وينتظره سفراء السياحة ليعودوا لمقرات مدنهم بذكرى جميلة عن المنطقة وآثارها وموروثها وكرم أهلها والسبب ربما يعود لعدم وجود تنظيم مؤسسي تحت مسمى ” مكتب الإرشاد السياحي” يتبع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة الباحة لنرفع هذا النداء للمسؤولين بتبني هذه الفكرة وإبرازها في مستقبل الأيام والمواسم من خلال وجود فريق عمل من الجنسين تعقد لهم دورات موجهة لخدمة قطاع السياحة بمكافآت رمزية خلال فصل الصيف في السراة والشتاء في تهامة وعلى مدار العام وقت الحاجة .

القرى القديمة إرث ثقافي والدولة تعين وتعاون من يحافظ عليه وعلى رأس تلك القرى في الباحة قرية ذي عين الأثرية المدعومة والتي تم ترميمها خلال السنوات الماضية بملايين الريالات وما نشهده مؤخرا من ترميم بيت بن الرقوش في بني سار وقيام بعض رجال الأعمال الموسرين من ترميم قراهم كما هو الحال في قرية آل موسى التي دعمها الشيخ سعيد العنقري حتى تحولت منازل مهجورة إلى تحفة معمارية تقام فيها المناشط بشكل يومي في هذا الصيف وتستقبل الزائرين والسياح حيث يقوم المشرف عليها يحي عازب بالشرح المبسط لعاداتها وتقاليدها وتقديم معلومات عن الأجداد والآباء الذين عاشوا فيها دون استعراض البطولات وما قاموا به من نضال قبل العهد السعودي الحالي لإيمانه بأنه تاريخ ليس له مكان اليوم ونحن نعيش هذا الأمن والأمان والرخاء والاستقرار والنماء في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده ومن سبقهم من ملوك السعودية – يرحمهم الله – الذين حققوا رؤية والدهم الذي أسس هذا الوطن ووحد شمله بعيدا عن القبلية والعصبية بل بالعيش الكريم تحت مظلة الأمن الشامل والحصول على الحقوق في ظل نظام يستمد ركائزه من الشريعة الإسلامية الغراء .

أرى أن تقوم جامعة الباحة بتدريب هؤلاء المرشدين السياحيين مع ضرورة أن يجيد بعضهم اللغات الأخرى غير العربية بعد أن أصبحت المنطقة تستقبل وفودا سياحية أجنبية في السنوات الأخيرة وأن يكون هذا بالتعاون مع الجهة ذات العلاقة بإمارة المنطقة وفرع الهيئة العامة للسياحة ومحافظي المحافظات وبعض أصحاب المتاحف والمشرفين على القرى وعلى أن يتم حصرها أولا ومعرفة مدى مناسبتها لزيارة السياح بعيدا عن الاجتهادات التي قد تفضي للتنافس على ذكر بعض محتويات هذه القرى والبيوت كما ذكر بعضهم عن وجود سجون ضمن تقسيماتها في تلك الحقبة وما أدراك ما تعني مسمياتها وظروفها وبالتالي فإن هذا التنظيم سيجعل من تلك القرى المرممة بالذات مواقع تستحق الزيارة للتعرف على كل ما يتعلق ببنائها ومزارعها وعادات أهلها وتقاليدهم والحرف والإنتاج الزراعي الذي كان يميز قرى عن أخرى كما هو الحال في إنتاج الرمان اليوم والعنب واللوز وغيرها من الإنتاج الزراعي إلى جانب المشاركة بالموروث الشعبي بالزي الذي كان في الماضي دون مبالغة أو زيادة من خارج المنطقة .

مازلت أؤكد على إيجاد مقر عام لتراث الباحة يكون في متحف عام يجمع المتاحف الخاصة إلى المتحف العام ويكون في مبنى يعد لهذا وعلى أن يكون منظما بطريقة تحقق الهدف من عرض موجوداته القديمة والنادرة ليضاف للمواقع التي يجب أن يجدها السياح لقراءة تاريخ المنطقة النظامي الذي يثبت ولاء المنطقة وسكانها للدولة بعيدا عن التعصب وأن تقوم لجنة من خارج المنطقة من الهيئة العامة للسياحة لفرز تلك الموجودات بحيادية ومن ثم يتم عرضها بما في ذلك الوثائق والمخطوطات والمكاتبات مع الملك عبد العزيز فترة التأسيس والتوحيد إلى جانب معراض للفنون التشكيلية بلوحات مختارة من الفنانين التشكيليين بالمنطقة وأمور أخرى ممكن ضمها لمحتويات هذا المتحف الذي سيكون إضافة مميزة للسياحة .

انعطاف قلم :

شاهدت متحدثا من القصيم في فيديو متداول وهو يشرح عن القصيم وما تحقق فيها من منجزات ساهمت في سد الاحتياج من التمور والفواكه وكثير من المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية حتى الأسماك وبنسب عالية على مستوى المملكة رغم بعدها عن البحر ولمثل هذا المتحدث هو عبد العزيز التويجري نرفع له العقال ونشكره على أسلوبه للتعريف بمنطقة القصيم ، هل سنرى قريبا في منطقتنا من يتحدث مثله بما يتفق وما تحقق في الباحة بعيدا عن العشوائية في تقديم المنطقة من خلال معلومات قد لا تفيد الزائر !!؟؟ ..

Related Articles

3 Comments

  1. دكتور عبدالله. انت مدرسة وقدرة من القدرات التي يجب ان يقام لها نصب في كل صرح علمي، وذلك ليس الا جزء من الاعتراف بجهودك وقدراتك في كشف الخلل والأخطاء في نواحي واماكن واتجاهات عدة وتعمل على المعالجة وشرح الوصفة لتلك المعضلة ، وان كان يحاول البعض عمل نفس الشيء لكنه لم يكن يوصل لمثل كفائتك وخبرتك في الكشف او المعالجة.
    تحياتي واعجابي وشكري لك ولكل المخلصين الأوفياء.

    1. ألبستني يا صديقي عبد الرحمن ابن عون الرجل المعروف عند المحتاجين تاج الجمال بتعقيبك هذا وأنت الكاتب الذي لك مكانتك في قلوب متابعيك وهم كثر وأنا والله ليس مجاملة بل حقيقة يعجبني طرحك لكثير من القضايا بأسلوبك السهل الممتنع وفق مرجعية ثقافية رصينة فلك مني الشكر والتقدير .PBDK

  2. اولا لا يمنع من نشر الصحيح فكلام الاستاذ عبدالله احمد غريب نائب رئيس النادي الأدبي بالباحه سابقا جدا ممتاز وهذا رقمي 0558554489
    سعيد بن مسفر الكبيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button