ليس كل فكر يُتبنى في مجتمعات أخرى يكون صالحًا لمجتمع آخر؛ إذ إن لكل مجتمع خصوصيته، وهويته، ومعتقداته، وتاريخه، وطريقة تعامله في الحياة.
لقد خُدع الكثير من أبناء الأمة العربية بالكثير من الشعارات، ورأوا فيه بأنها الخلاص، وهي في الحقيقة أوصلتهم إلى متاهات يصعب الخروج منها، وأرى بأن مجتمعات الشرق الأوسط بالتحديد يتحكم فيها عوامل قد لا تتفق مع الأفكار المستوردة من الغرب ذلك الغرب الذي تبنى أفكارًا تحررية في القرن الماضي وما قبله؛ فالوضع في الشرق الأوسط مختلف جذريًا عن تلك البلدان، العادات القبلية سمة ظاهرة في دول الشرق الأوسط، والتاريخ يكون حاضرًا كذلك، يُضاف إليها النواحي الدينية كالطائفية، وهذه الأخيرة نرى ممارستها في هذه البقعة الجغرافية. من خلال وجهة نظري.. إنه من الصعوبة استقطاب الأفكار التي لا تناسب المجتمعات في الشرق الأوسط حتى وإن أخذ بها فإنما هي صورية فقط أو حبر على ورق؛ ليراعى تلك الخصوصيات في تلك البلدان في الشرق الأوسط بما فيها الدول العربية.
الأفكار القومية بمفهومها السابق القائم على وحدة واحدة وراية واحدة لم يعد نافعًا في هذا العصر، فهو فكر يقوم على الصراع، والصراع يأخذ وقتًا ويستنزف مقدرات الأمة العربية ويوهن قوتها؛ ليتحول ذلك لمشاريع تنموية، وتعليمية، وثقافية،
وإزاحة الأفكار التي تُوجب الصراع، واستبدالها بقيم التسامح، والتعايش البيني؛ فالشعارات القومية العربية السابقة لم تعد ذات جدوى في هذا العصر فهناك بدائل لها ذات قيمة.