اللواء عبدالله سالم المالكي

الأسواق التاريخية

الأسواق التاريخية العربية قديمة قدم التاريخ، ولا أدل على ذلك من سوق عكاظ، وسوق الرابية، وسوق دومة الجندل، وسوق ذي المجاز، وسوق مجنة، وسوق هجر .

وتُعتبر الأسواق التاريخية من أهم مواطن الجذب السياحي للمقيمين والمصطافين؛ إذ يتم فيها مزاولة الحرف اليدوية والصناعات التقليدية بأنواعها المتعددة، وعرض المنتجات التراثية وبيعها.

وينتشر فيها الباعة المتجولون أو العابرون لمناطق أخرى، وتُباع في تلك الأسواق المستلزمات اليومية كالقهوة والهيل، والنباتات العطرية والسمن، والعسل والإقط والحليب الطازج، والأكلات الشعبية والأنعام التي تتربى بتلك المنطقة؛ إضافة إلى الفواكه الموسمية والخضراوات الطازجة التي يشتهر بها كل سوق تراثي عن غيره.

وأسواقنا التاريخية الحديثة برزت فيها أسماء الأيام، وغالبًا مايكون اسم اليوم الذي ينشط فيه البيع والشراء في ذلك السوق، ويجلب إليه البائعون بضائعهم مثل: سوق الثلاثاء بالمخواة، وسوق الأربعاء بالأحساء، وسوق الخميس في صيادة بني مالك.

وبعض المناطق بها سوق لكل يوم فمنطقة جازان على سبيل المثال لكل يوم سوق في محافظة من محافظاتها؛ فهناك سوق السبت في محافظة بيش، وسوق الأحد في أحد المسارحة، وسوق الإثنين في محافظة صامطة، وهكذا بقية الأسواق في بقية مناطق المملكة المترامية الأطراف .

وقد خطَّت أمانات المناطق خطوات حثيثة؛ لتطوير تلك الأسواق مع الإبقاء على الجانب التراثي بها سواء ما يتعلق بالطراز المعماري أو مايتعلق بطريقة التسويق والبيع والشراء مع الاهتمام الواضح بالنظافة، ووسائل السلامة وجودة المنتجات، ونظامية العاملين .

وهي جهود تُشكر عليها، ولكن المأمول من البلديات، ومن وسائل الإعلام أكثر بكثير في ظل الرؤية الحديثة والطموح الذي يُلامس عنان السماء .

فلا زالت الأسواق الشعبية التاريخية بحاجة إلى التنظيم والرقابة والخدمات المساندة واللوجستية، وتطبيق معايير الجود، وتوفير الحراسات الأمنية، وتسليط الأضواء عليها من قبل وسائل الإعلام المختلفة كوجهة سياحية جاذبة للمصطافين والسائحين.

كما أنها بحاجة إلى زيارة منتسبي الغرف التجارية من التجار ورجال الأعمال والمستثمرين؛ للمشاركة في تطوير تلك الأسواق بما يتواكب مع الرؤية، ويحافظ على الموروث التاريخي، ويساهم في دفع عجلة التنمية .

—————————-
كاتب رأي ومستشار أمني بالصحيفة

Related Articles

One Comment

  1. لابد من انظمة لهذه الاسواق التاريخية سعادة اللواء تمنع اولاً منعاً باتاً ان يسيطر عليها البنقالية و غيرهم من الجاليات الأخرى التي تسيطر علي اسواقنا ، فلا نريد ان يعيد التاريخ نفسه مرة اخري ، و يسيطروا حتي علي اسواقنا التاريخية و تراثنا كما سيطروا علي اسواقنا الاخري من قبل و لم نشعر بأنهم كانوا يتراكمون في كل سوق للسيطرة عليها و مهمة ترتيبها تزداد صعوبة الا بمرور الأيام أو بعد فوات الأوان .
    تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button