لأول مرة أستفيق على عدد وكم لا يحصى من الرسائل بالواتس آب والإيميل واتصالات من الطلبة والأمهات والأباء من كل صوب لطلب التحويل أو التسكين بكلية التمريض بجامعة الملك عبدالعزيز.
ولأول مرة أستلم قوائم التحويل لكلية التمريض بعدد يصل لـ ٥٠٠ طلب من عمادة القبول والتسجيل. وحيث إنني أنتمي لهذه المهنة لا أخفي عليكم سعادتي التي تفوق الخيال؛ حيث إن الزيادة في طلب التسكين والتحويل لكلية التمريض في تزايد كل عام، ولكن هذا العام الطلب مختلف بشكل كبير ومهول ليس في العدد فقط، ولكن في النوعية والشغف كذلك. فهناك فئات من أبناء العوائل المرموقة جدًّا والأبناء المتفوقين والمتميزين الواعدين الذين لم نكن نرصدهم بشكل ملحوظ سابقًا أما هذا العام فشهدنا تدفقهم الكبير، ورغبتهم الغامرة للالتحاق (بتخصص التمريض) ..
أخذت أفكر وأُمعن بالأسباب المتعدد والمحتملة التي أوصلتنا لهذا العرس الجميل الذي نحتفي بأن يلتحق بالكلية كوادر تمريضية راغبة في التخصص حتى النخاع.
ونبدأ من جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة في عمادة القبول والتسجيل، وتعاون كلية التمريض في تقديم الجهود المتوالية؛ لتحفيز الطلبة لتخصص التمريض من خلال اليوم الإرشادي والتسكين للسنة التحضيرية؛ حيث نعتقد أن له دورًا فاعلًا لشرح التخصص، ومدى الاحتياج الوظيفي له سواء في مملكتنا الحبيبة أو خارج حدودها خليجيًا وعالميًا. كما وكان السبق لمعالي رئيس جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي في توجيه كلمة مرئية، وكذلك مكتوبة وزعت على نطاق واسع في شبكات التواصل الإجتماعي وإيميل الجامعة تُشير، وتشكر جهود كوادر التمريض وأهمية التخصص، ولم يكن معالي رئيس الجامعة مفردًا بل كان هناك أيضًا كلمة محفزة وداعمة من أعلى هرم في وزارة الصحة للتكريم والإشادة والشكر لكوادر التمريض من معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة بمناسبة يوم التمريض العالمي بالعالم سنة ٢٠٢٠، مما كان له وبلا شك تسليط الضوء على أهمية التمريض؛ خاصة على مابذلوه للتصدي لجائحة كورونا التي اجتاحت العالم بأسره ومازالت.
لعب الإعلام بكل أشكاله كذلك دور هام في تحسين الصورة الذهنية حيال مهنة التمريض، فمن فترة هنا وهناك نرى برامج وصور جميلة داعمة وحانية يغلفها الحب والاحترام، والتقدير للتخصص.
وفي ظني كل ماتم سرده من جهود كان عظيمًا ولكن لم ننتهِ هنا، ولم نقف فوجدنا أعلى سلطة في مملكتنا الحبيبة مهتمة في مهنة التمريض ممثلة في قائد رؤية المملكة الطموحة ٢٠٣٠ سمو ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان -حفظه الله-، والذي أطلق برنامج ابتعاث التمريض، وربطه باسمه فمن كان يتخيّل من ممتهنين التمريض هذا التكريم والتعزيز للمهنة، ومن هنا قامت كذلك وزارة التعليم بتشكيل لجان متميزة بقيادات من رؤساء الجامعات لدراسة وضع التمريض، واتخاذ الإجراءات والأنظمة التي ترفع من نسبة توطين التخصص بالمملكة.
إن ارتباط التمريض بقيادة واعية من الجامعات ووزارة التعليم ووزارة الصحة وقيادات الدولة، ساهم بشكل كبير للحراك الذي شهدناها ولمسناه بشكل كبير ولأول مرة حيال طلب الالتحاق بتخصص التمريض. إن الوعي والإدراك لدى المجتمع بأهمية التخصص وتوفر الفرص الوظيفية والابتعاث له ساهم في تشجيع الطلبة للتفكير والطموح للالتحاق بالتخصص.
فشكرًا لكل المجاهدين والمرابطين والمشاركين لتنمية وتطوير المهنة التي نعول عليها الكثير؛ لرفع الخدمة الصحية للفرد والمجتمع ..
عميدة كلية التمريض