عبدالرحمن العامري

العودة للمدارس

بعد عامٍ ونصف العام منذ أن أغلقت المدارس والجامعات أبوابها أمام الطلاب والطالبات في جميع مراحل التعليم بسبب تفشي فيروس كورونا كوفيد(١٩)، عادت الحياة من جديد صباح يوم الأحد الماضي في كافة الصروح التعليمية في مدن ومحافظات المملكة قاطبةً، وبدأت تستعيد تدريجيًا ما فقدته طيلة الأشهر الماضية من نبض الحياة؛ حيث عاد أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة إلى مقاعد الدراسة مستهلين عامًا دراسيًا جديدًا مُفعمًا بالحيوية والنشاط والاجتهاد بإذن الله.

فما أن طلعت شمس يوم الأحد الماضي حتى دبَّت الحياة من جديد في شرايين الشوارع، وعادت الحياة للمدارس ومرافقها بعد سريان قرار عودة الدراسة الحضورية، وتخفيف القيود الحياتية التي فرضتها تلك الجائحة بعد أن سرقت منا فرحتنا، وسلبت منا حُريتنا طوال الفترة الماضية لا سيما أن أزمة كورونا غيّرت ملامح العالم التي لم تعد كما كانت عليه قبل فبراير ٢٠٢٠م.

إنها العودة للحياة حياة الأجساد وحياة العقول الحياة التي جعلت الشوارع تطير فرحًا لعودة حركة الناس الباكرة فيها، الحياة التي انتشت الطيور فيها طربًا وغرَّدت بأعذب الألحان، وكانت على موعد مع من يقاسمها نسمات الصباح العليلة وقطرات الماء الندية، وابتهج الناس أيُّما ابتهاج لتلك العودة التي رُسمت تعابيرها على الوجوه فرحًا بعودة عجلة العلم للدوران من جديد، مما جعلنا نتيقن بأن الطلاب والطالبات هم الذين يمنحون الحياة لتلك المباني الشاهقة وغيابهم عن مرافقها يمنحها الجمود بلا حدود.

ومع أن هذه العودة جاءت بشكل جزئي للطلاب والطالبات إلا أنها أعادت للمدارس رونقها وجمالها، وكسرت حاجز الجمود الذي عاشت فيه طوال الأشهر الماضية بعد سريان قرار تخفيف القيود الحياتية التي فرضتها تلك الجائحة؛ حيث كانت تلك الأشهر من أصعب الفترات التى مرَّت على البلاد، فلم يكن أحد يتخيل أن هذه الجائحة سوف تستمر كل هذا الوقت؛ خاصة أن العالم مرَّ ببعض الحالات المشابهة، ولكنها سرعان ما انتهت واختفت !

ومسك القول فإن على الآباء والأمهات تفهم ما يمرُّ به أبناؤهم من توترات ناجمة عن الأزمة الحالية، وتهيئة بيئة داعمة لهم والاستجابة إلى أسئلتهم والجواب عليها بكل شفافية، وتوجيههم إلى مساعدة المعلمين في تطبيق الإجراءات الاحترازية التي ما فتئت وزارتا الصحة والتعليم التذكير بها في كافة وسائل الإعلام المرئي منها والمقروء والمسموع مستشعرين بذلك خطر هذا الوباء الذي اجتاح العالم، والمحافظة على المكاسب والنجاحات التي حققتها وزارة الصحة، وتعزيز شعار الثقة في فلذات أكبادهم.

وخزة قلم:
لن يكون العالم على نهج الحياة نفسها التي كان يعيشها قبل انتشار هذه الجائحة، وكذلك مدارس ما بعد جائحة كورونا لن تكون كسابقتها.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button