اللواء عبدالله سالم المالكي

همومُ الحياة

الحياةُ كفاح يتبعه ارتياح لكنه لا يدوم، وتستمرُّ الحياة من بدايتها حتى نهايتها على هذا المنوال سعادة وشقاء، سراء وضراء، عسر ويسر، ولا أعتقد أن هناك إنسانًا لم يعانِ في حياته مهما عَلت منزلته أو كَثر ماله.

وفي جميع الأحوال تجد الآباء والأمهات يحملون الجزء الأكبر من الهموم والقلق على مستقبل فلذات أكبادهم، ويبقى الابن صغيرًا في نظر والديه، ويحتاج إلى رعايةٍ حتى لو بلغ الثلاثين من العمر.

يبدأ الطالب حياته بالدراسة والجد والاجتهاد لعل وعسى ذلك التحصيل العلمي يفيده مستقبلًا في الحصول على وظيفة مرموقة، ويُعاني الأمرين في التنسيق ما بين أهدافه ورغباته، وما إن يجتاز تلك المرحلة حتى يدخل في مرحلة أخرى يجتاحه فيها المزيد من الأرق والقلق على مستقبله، ومدى ملاءمة الوظيفة التي أُتيحت له مع ميوله وتطلعاته.

ثم يبدأ البحث عن شريكة العمر التي في مخيلته، وتتوافق مع رغباته وأمنياته ورغبة وأمنيات والديه، ويالها من مرحلة هامة تحتاج إلى مزيدٍ من البحث والتنقيب، وما إن يظفر بها حتى يفكر في المال والبنين الذين هم في نظره زهرة الحياة الدنيا، وهم في جميع الأحوال لا يأتيان بسهولة، ولا يخلوان من المنغصات التي تشبه ملح الطعام الذي لا بد منه مع كل وجبة شهية.

يكبر الأبناء، وتكبر معهم هموم الوالدين، وتتشعب لتشمل جميع مناحي الحياة خوفًا وطمعًا وألمًا وأملًا فهذا الابن يدرس، ويحتاج الى متابعة؛ وذلك مبتعث، ويحتاج إلى دعاء وتلك البنت مسافرة والقلب معها حتى إن بعض الآباء والأمهات يتمنون أن لا يأتي أجلهم إلا بعد أن تقر عيونهم بمستقبل أبنائهم مع إيمانهم التام بأن الآجال بيد الله ولكنها أمنيات، وهكذا تستمر الهموم وتستمر معها الحياة!!!

وهكذا الأبناء يصبحون آباء وتدور بهم عجلة الحياة، ويصيبهم ما أصاب آبائهم من أمنيات ورغبات وهموم لا تنتهي إلا بانتهاء الأجل، وتلك الأيام نداولها بين الناس.

خاتمة: (لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِی كَبَدٍ) (البلد:4) صدق الله العظيم .

مستشار أمني

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button