المقالات

السعودية تحارب الإرهاب قبل حادثة ١١سبتمبر وبعدها

إن الإسلام رحمة للعالمين، والعالمين يشمل القوي والضعيف والغني والفقير والصغير والكبير ، فكلهم شملتهم رحمة الاسلام وعدالته .
ولقد سجل المسلمون في دنيا التاريخ أن الإسلام حمل لواء السلام، فخرج من المنتسبين إليه العلماء والحكماء الذين قدموا للعالم حضارة بقي ذكرها إلى اليوم.
لقد شعرت المملكة العربية السعودية منزلتها الرفيعة في حماية الإسلام والمسلمين من خلال العمل الإسلامي القائم على الوسطية والاعتدال منذ الملك عبدالعزيز- رحمه الله – إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله- فبذلت جهودا كثيرة .
ومن بين الجهود دعم حركة التعليم في إنشاء الجامعات التي ينهل من ينابيعها الصافية طلبة العلم سواء من المواطنين والمقيمين الذين هم سيقودون الحياة تحت راية الرحمة المنبثقة من الروح الإسلامي .وفي اطار التعليم الناجح ضربت المملكة العربية السعودية رقما قياسيا عالميا حيث استقبلت ابناء العالم من خلال جامعاتها للدراسة فيها مجانا ابتغاء مرضاة الله ، فكان من بينهم رؤساء ووزراء وسفراء وأئمة كلهم في خدمة بلادهم ، والفضل كله لله ثم بجهود القيادة السعودية الرشيدة.

ولم تكتف السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين من خلال حركة التعليم فقط ، بل وصل الأمر إلى دعوتها ودعمها لتأسيس منظمات وهيئات عالمية إسلامية لخدمة القضايا العادلة التي هي في خدمة الانسانية والمحافظة على كرامتها ، فجاءت النتيجة بإنشاء منظمة التعاون الإسلامي ، ومقرها في جدة لتكون هي الرابطة التي تربط الدول الإسلامية فيما بينها ، وكذلك رابطة العالم الإسلامي بمجالسها وهيئاتها في مكة المكرمة ، فكانت السعودية بدورها الفعال هي رائدة التضامن الإسلامي ، لأنها أدركت أن المسلمين يتوجهون إلى مكة في اليوم والليلة خمس مرات ، والمسجد النبوي فيه روضة من رياض الجنة.
وبعد الحادثة الإرهابية المؤلمة التي هزت العالم بأسره في يوم ١١ من سبتمبر ٢٠٠١م بضرب مركز التجارة العالمية والبنتاغون في الولايات المتحدة الامريكية ، بلغ عدد الضحايا الآلاف ، لم يشهد العالم مأساة إنسانية مثلها ، تم توجيه أصابع الاتهام إلى الدول الإسلامية على أنها هي راعية للإرهاب الدولي ، وأن المنفذين للجريمة النكراء انطلقوا منها إلى الولايات المتحدة الامريكية .
لقد تطاولت ألسنة السوء على المملكة العربية السعودية باالافتراء عليها كذبا وزرا وبهتانا من أنها شاركت في الجريمة البغيضة العدوانية على الانسانية التي تأباها القيم النبيلة والضمير الانساني ، فوقف المنصفون العقلاء ، وأصحاب المفاهيم السليمة فأنصفوا المملكة من أن العملية لاتليق بمملكة العدل والحكمة واحترام القرارت الدولية بما في ذلك حقوق الإنسان ، واثبتوا للعالم أجمع على أن الاتهامات الباطلة صدرت من اليمين المتطرف العالمي المعادي للقيم الانسانية والأديان التي جاءت رحمة للعالمين.

 

سفيرة جزرالقمر لدى اليونسكو سابقاً

فلما شهد العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية براءة المملكة العربية السعودية من الجريمة الإرهابية تقدمت المملكة العربية السعودية أمام منظمة (اليونسكو) بباريس من مندوبيتها الدائمة في (اليونسكو) في إحدى جلساتها بمشروع تأسيس هيئة عالمية لمكافحة الإرهاب والتطرف ، فمن هنا وقفت الباحثة والمؤرخة سفيرة جزرالقمر لدى اليونسكو سابقا الأميرة ثويبة بنت سيد عمر المسيلي آل باعلوي – حفظها الله – بدعم القرار معلنة أمام الحاضرين (على أن المملكة العربية السعودية قبلتنا جميعًا ومهبط وحي الله على نبينا ، منها انطلقت رسالة الرحمة الى العالم أجمع ، لم تكن يوما من الأيام راعية للإرهاب بل هي داعية السلام العالمي ، ولابد للعالم الوقوف مع مشروع المملكة في دعمه ، لأن الإرهاب استئصال جذوره يتم بطريقة عالمية بشتى الوسائل ).
وجاء دور ولي العهد محمد بن سلمان – حفظه الله-ليجدد البناء الحضاري الذي سبقه من قبله من قادة المملكة الكرام مثل الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمهما الله في تأسيس مركز الحوار ببن الأديان في فيينا بالنمسا ، فأقام – حفظه الله – مركز الحرب الفكرية في الرياض ، وذلك لمحاربة الإرهاب فكريا بالتوعية الشاملة من المؤتمرات والندوات والمحاضرات بواسطة أكفاء من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها .
وكذلك في وزارة الشؤون الاسلامية نجد الوزيز الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ- حفظه الله – حربه على الإرهاب والتطرف مستمر ببرامج تربوية وندوات وورش عمل ومذكرات تفاهم بين معاليه ونظرائه في العالم لتحسين صورة الإسلام المشرقة التي شوهها الارهابيون بعد ١١ سبتمبر .
فليس هناك من يدرس الحقائق إلا أنه يثبت للملكة العربية السعودية جهودها في خدمة الانسانية قبل الحادثة المؤلمة فمابالك بما بعدها!
لايخفى على الجميع دور الجماعات المتطرفة التي كانت تتاجر بالدين بعد ماتم تجفيف المنابع التي كانوا يستسقون منها فما عليها إلا وأن تتعامل مع الاعداء ، وكذلك هناك التحالف الفارسي والعثماني اليوم ضد المملكة العربية السعودية ، هذا التحالف يشكل خطرا كبيرا في عالمنا ، بدلا من توجيه الاتهام اليهما يتم التوجيه الى البريئة السعودية التي أثبتت قوتها الفكرية في محاربة الإرهاب ، وكذلك العسكرية بدعوة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد إلى التحالف العسكري للدول الاسلامي بقيادة السعودية فلبت الدول الإسلامية النداء .
اذاكان العالم اليوم يحيي الذكرى العشرين المأساوية لحادثة ١١من سبتمبر بعد مضي عشرين عاما من وقوعها فعلينا أن نعلم أن الإرهاب لاعلاقة له بدين ، لأنه لايعرف الرحمة ، بل هو تخويف وظلم وعدوان وقتل ، وهذه الأمور حاربها الاسلام منذ شروق فجره إلى قيام الساعة ، وأن الممللكة العربية السعودية ستبقى دوما وابدا في رعاية السلام العالمي ومحاربة كل معتد أثيم في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمر محمد بن سلمان .

——————————
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button