الاختلاف في الرأي عامةً، وفي القضايا الاجتماعية؛ خاصة في جوهره ثراء ورحمة؛ لأنه يعكس سنَّة الله سبحانه في خلقه، وهي التنوع والتعدد، ولكن آفة الاختلاف إذا ما تحول إلى استقطاب حاد فنرى كل طرف يتخندق خلف قناعاته الأيديولوجية، ولا يرى قواسم مشتركة مع الآخر بل ويناصبه العداء، ولا يتورع عن تسفيهه وتحقيره، ومصادرة رأيه، وغمطه حقوقه.
وفي شأن المرأة في عالمنا العربي يوجد معسكران تقليديان قديمان يتصارعان؟ أحدهما يفرض الوصاية باسم الدين، ويرى المرأة جوهرة مكنونة إذا لزمت بيتها، وأن الإسلام صان حقوقها وحريتها، وإن كانت في الواقع منتقصة بل ومهدرة، وإن كان واقع المسلمين يختلف كثيرًا عمَّا أراده الإسلام؟! وهؤلاء يتهمون المخالفين لهم بالفسق، وأحيانًا بالزندقة، وأما الطرف الآخر الذي يُنادي بتحرير المرأة حتى من تعاليم دينها وقيم مجتمعها؛ فإنه ينتهز كل فرصة موليًا وجهه للغرب، ويتهم المعسكر الغريم بالجمود والتخلف وقهر المرأة باسم الدين؟!
المتطرفون لا يمكن أن يكونوا جزءًا من الحل في أي قضية، ولكنهم فقط يؤججون نار الفتنة والشقاق !
وفي موضوع المرأة نتمنى يعلو صوت العقل والحكمة، ونحن نرى كل يوم التمكين لها في كافة المجالات لتأخذ حقها وفرصتها، وترتاد كل المناصب لتشارك في بناء وطنها ونهضة مجتمعها؛ فأدوار المرأة اليوم ليست كما كانت في الماضي أو بالأمس القريب، كما أنها نالت تعليمًا وتثقيفًا وأعدادًا يفوق الراغبين في الحجر عليها، وأصبحت الأكثر تأهيلًا للقيام بالمهام التي تُناسبها، وتليق بها دون تكلف أو مشقة.
مع الأسف العقل العربي مهووس بالشك، ومغرم بالاستقطاب، والقفز من النقيض إلى النقيض؟!
لكن لا ينكر منصف أن المرأة لطالما ظلمت، وكانت حقوقها مهدرة وضائعة تارة باسم الإسلام كذبًا وزورًا؛ حتى حظيت بالنصيب الأوفر من قاعدة “سد الذرائع” لإجهاض كل حقوقها وبالفتوى !!
وتارة أخرى باسم العادات والتقاليد، واليوم نراها تأخذ حريتها وحقوقها وتنعتق من هذه القيود؛ لتعيش حياتها بكرامة واستقلالية، وتُمارس أدوارها في الحياة ؟! والرهان في هذه المرحلة الانتقالية على وعيها وتنشئتها فقط، لكن لا بد مع الحرية أن تقع إساءة استخدام من البعض ولكن كم نسبتهم؟! فلا داعي للتهويل والإرجاف والقول بأن الحرية محرقة للمرأة، وأنها مستهدفة ونستدعي نظرية المؤامرة !!
لن يصمت المتطرفون!
ولكن المقارنة الآن بين وضعين على طرفي نقيض ! وليس لنا غير الانحياز للحرية والانعتاق من الظلم، والاستبداد باسم الدين والعادات والتقاليد؛ فالمرأة في عالمنا العربي والمملكة خاصة بخير، ولا تحتاج منا غير دعمها وإحسان الظن بها، وأن يكفيها البعض منا شره وساديته وفهمه القاصر ! ولا داعي للوصاية عليها لمنعها من حقوقها بتبريرات غير منطقية وغير واقعية.
المرأة السعودية يشهد لها الواقع والعقل، وأثبتت التجربة أنها أكثر علمًا وخُلقًا ووعيًا وغيرة على دينها، وأكثر حرصًا على قيم مجتمعها من كل الذين استهوتهم ممارسة التنمر عليها وقهرها ؟!
وكأنها هبطت من كوكب آخر؛ لنرى البعض تسول له لنفسه كل هذه التبريرات السمجة لإبقاء الأغلال في أعناقها، ولو عليها أن تتحمل ملامة أو وزرًا فلأنها لم تحسن كأم تربية هؤلاء على احترام المرأة.
وأخيرًا لا بد، وأن أتفق مع المطالبين بإعادة ترتيب الأولويات بحسب المرحلة، لكن العودة للوراء وادعاء الوصاية من جديد على المرأة بدعوى أنها غير مؤهلة للحرية أو أنها سوف تسيء استخدامها؛ فهذا عدوان ودعوة لتعطيل ملكات وقدرات نصف المجتمع مبنية على ترهات.
نعم، اليوم برهنت المرأة أحقيتها، وأنها أكثر ممن ينتقدونها أهلية وجدارة وشعورًا بالمسؤولية، والله يحفظها ويوفقها.
اتفق معك في حق المرأة في المشاركة بالعمل وفق تخصصها العلمي وتأهيلها المهني ولكن مع اسفي لم توجه كلمة او اشارة للمرأة ماذا عليها من حقوق واول حق عليها اللبس المحتشم والعمل بامر الله في كتابه ( ولا يبدين زينتهن الا ….)
فان هن عملن بذلك فهن مسلمات يخفن من ربهن ولهن حقوقهن ومستحقات لدورهن.
فليتك اشرت لذلك وحولت هجومك على المتطرفين الى دعوتهم لمراجعة منهجهم بالامر بالمعروف وفق معروف ومألوف .
وبهذا نكون ذاك المجتمع ذو الخصوصية التي سنحول العالم للاقتداء بنا بدلا من تحول منّا للاقتداء بهم.
تحياتي
اتفق معك أخي عبدالله القاضي في دعوة المعارضين لحقوق المرأة للقيام مراجعات وفق تعاليم الإسلام السمحة وأما عدم توجيه نصائح للمرأة فلأن حسن الظن فيهن متوفر وكون هناك قلة تهتبل ما يتاح من مناخ حرية فنسبتهن ضئيلة جدا ولا يقاس عليها ونسأل الله لهن الهداية
سلم قلمك
الوصاية على المرأة لاسيما في عالمنا العربي لن تعد كما كانت وايضا على المرأة نفسها ان تعي قدراتها وامكانياتها ليس فقط في التنظير بل على المستوى العلمي والعملي والأهم دورها في تربية الذكور فهي نصف المجتمع وتربي النصف الآخر واستمرار المرأة بتعزيز الذكورة ينقص من وصولها للاستقلالية
أنا ضد التطرف بكل أنواعه ولا أرضي أن أكون مع أي من طرفي النزاع أو النقيضين فيما يخص المرأه فليس هناك أي مانع من أن تخرج المرأه للعمل وتحتل مراكز مرموقة ومناصب علي جميع المستويات وليس تحيزًا للمرأه ولكن ثقة في قدراتها وإمكاناتها اللامحدودة وأعتقد إن هناك تجارب كثير أكدت قدرة المرأه العربية المسلمة علي الإبداع في كل المجالات ولكن بشرط أن تحتفظ بهويتها كمسلمة وعفتها وحجابها ودينها