“هي دار لنا” شعار جميل جداً اُختير بعناية هذا العام بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ( ٩١) المصادف للأول من الميزان من كل عام بعد توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود _طيب الله ثراه _ وهذا الشعار يُعطي بعداً كبيراً لهذه المفردة “دار” التي تأوي الإنسان وتحتضنه ويرتبط بها بمواقف وذكريات عميقة، وهي التي تأسر المشاعر الصادقة وتُضفي الكثير على الأحاسيس المرهفة وتؤكد على المزيد من الولاء والانتماء والوفاء. فهذه الدار الغالية هي الأرض المترامية الأطراف، وهي الوطن الخالد، وهي العز الدائم، وهي الشرف العظيم الذي نفخر به دائماً وأبداً. وأي دار دارنا..دارنا مهبط الوحي المنزل على خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، دارنا قبلة المسلمين، دارنا بلاد الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة، دارنا بلاد المشاعر المقدسة، دارنا بلاد الماضي التليد، والحاضر الزاهر، والمستقبل المأمول، دارنا بلاد خصها المولى عز وجل بالأمن والأمان والإيمان والطمأنينة والاستقرار، دارنا بلاد يتوجه إليها المسلمون في كل بقاع الأرض كافة خمس مرات في اليوم بل في كل لحظة وكل حين. هي دار لنا بالأمس واليوم والغد، هي دار لنا ولأبنائنا وأحفادنا بعد أن كانت دار لآبائنا وأجدادنا، هي دار لنا لانساوم فيها ولانزايد، هي دار لنا هي الحب كل الحب، والغرام كل الغرام، هي دار السلام والوئام، هي دار لنا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
“هي دار لنا” دارنا..قصة عشق حقيقي عبر التاريخ الماضي الأصيل، وعبرظروف تكاد تكون صعبة وقاسية وسط إحباطات واهية من الآخرين، وأحداث قاهرة ولكن بفضل من الله تعالى لم يكن للمستحيل موقع في ذهن الرجال، ولا للوهن مكان في ذاكرة الأبطال، ولا للضعف أثر في أعماق الأفذاذ. فقط كان الحلم الجميل يدور في جوف الفكر، ويتوقد داخل أقصى النفس، ثم بدأت القصة المثيرة بنثر أول حرف في كتاب العزم، وعلى مقدمة سطور صفحات الحزم، ونُقش العنوان الكبير “العودة للوطن الغالي” للمؤسس البطل ورجاله_يرحمهم الله_ فكانت الملحمة الفريدة، وكان التوحيد الرحيب لبلد متمزقة أركانه، وكان الاجتماع بعد الفرقة لبلد كان أهله في خصام متواصل وتناحر دائم، وكان الأمان لبلد ساد الخوف كل أراضيه. وأصبح الحق يُعطى لصاحبه المستحق، بعد أن كان القوي هو المسيطر بفعله وهو الحاكم بظلمه، والضعيف هو المغلوب على أمره في كل الأحوال. وهذا بطيبعة الحال بعد أن أصبحت الشريعة الإسلامية الغراء هي منهاج الحياة في هذه البلاد المباركة على نور وهدى من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. نسأل الله سبحانه أن يحفظ لنا ديننا القويم وولاة أمرنا الكرام وهذه الدار العزيزة وأهلها الأوفياء.
نسأل الله ان يديم علينا امننا ووطننا ويحفظ ولاة أمرنا ويوفقهم لمافيه صلاح البلاد والعباد