ذكرى اليوم الوطني 91 أتت لتعزز في نفوس أبناء هذه البلاد الطاهرة محبتها والعمل مع كل مخلص للنهوض والترقي بها، وهذه الذكرى تحتل المكانة العليّة في نفوس معظم أبناء العالم الإسلامي لما قدمته وتقدمه هذه البلاد من رفاه للشعب ورغد عيش شهد به القاصي والداني، ولما تقدمه المملكة على المستوى الاقليمي والدولي من خدمة للإسلام والمسلمين دون انتظار الجزاء أو الشكور.
إن حب المسلم لهذه الديار جزء من عقيدته ودينه فليس بمستغربٍ, وحب أبناء هذه البلاد لبلادهم وقتالهم دونها ومن أجلها بالروح والمال أمر طبعي يفرضه الوفاء والإيمان و”هي لنا دار” بادلتنا حب بحب وصدق بصدق وعطاء بعطاء, وما قدمته المملكة جعلها محل تقدير أهل العدل والإنصاف, ولم تقف جهود المملكة عند حد بل وصلت للصعيد الدولي بما يعطي الانطباع الإيجابي لدى غير المسلم عن الإسلام وسماحة وعن المملكة وشعبها, إن المرحلة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك المبارك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيدهما الله-, هي المرحلة الذهبية؛ حيث العدل والحزم والتأكيد على رفاه وأمن المواطن والمقيم والنزاهة والاستقرار، وسياسة خارجية بتوجيه خادم الحرمين، ودعم ومتابعة سمو ولي العهد ساهمت في التحسين المستمر لصورة المملكة؛ حيث نالت مكانتها في مجالات لم يصلها آخرون، ولم تنل ذلك دون سياسة حديثة، أسهمت في الاستقرار الإقليمي والدولي, وعززت دور المملكة حتى أصبح فاعلًا مؤثرًا في القرار.
لقد حققت بلادنا المملكة تقدمًا في العديد من المجلات رغم الظروف الحالية التي تجتاح العالم بأسره فبلغت قمة العشرين، وبلغت أرقامًا جديدة في السباق نحو القمة، ولا يزال قادتنا يحركون أهدافهم لكسب مراكز أكثر أهمية وأفضل منزلة داخل عشرين الكبار؛ ليصلوا بهذه البلاد إنسانًا ومكانًا إلى هام السحب.
حتى إذا ما جاء يوم الوطن من كل عام في الأول من الميزان تذكرنا الموازنة، وأجرينا المقارنة العادلة بين الأمور وفق منهج يحسب الأمور وفق مؤشرات محددة؛ فنتذكر ماضي الأجداد والسنين العجاف وما كان عليه الإنسان والمكان, ونلحظ واقع الإنسان اليوم وما وصلت إليه التنمية فشملت المكان وجعلته في القمة, وطورت فكر الإنسان ليصل المكانة العلية, وأصبح المواطن يفخر ويفاخر ببلاده وقادته، ومع كل ذلك لا يزال قادتنا رغم ما تحقق من إنجاز – بفضل الله – يتطلبون مكانة النجوم والاعتلاء بهذا المواطن إلى هامة المجد.
وأختتم بأن ينعم المولى الكريم لبلاد الحرمين الاستقرار والأمن ولخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده موفور الصحة والعافية، وللشعب العظيم رغد العيش، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
* مشرف التعليم العالمي والأجنبي بمنطقة مكة المكرمة