د. سونيا مالكي

كل عام والوطن أجمل .. والعطاء أكبر ..والرؤية أقرب

بالأمس كنا نفخر بوطن لم تدنسه أقدام الاستعمار؛ فبقى ترابه نقيًّا لا تشوبه شائبة، وكنا نفاخر بوحدة وطنية لا مثيل لها ترابطًا ومتانة وصلابة، وكنا نعتز بوطن لم تفسده الأحزاب والمذاهب السياسية التي تراوحت أطيافها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بما ألحقته بالكثير من الأنظمة السياسية من حولنا بشتى أنواع المآسي من فوضى وانقلابات وحروب أهلية وأزمات اقتصادية، وكنا نتباهى بأن بلادنا – بشهادات خبراء الأمن على المستوى العالمي- واحة أمنية ينعم فيها المواطن والزائر والمقيم بالأمن والأمان …وكنا نزهو بأن خدمة الحج والمعتمر وزوار البيت العتيق رسالة وشرف وغاية يفخر وينهض بأعبائها كافة المواطنين بعد أن أصبحت تلك الرسالة مسؤولية تقع على عاتق كل مواطن سعودي… وبالأمس أيضًا، كنا نباهي بوطن ارتاد أحد أبنائه الفضاء؛ لنكون دولة رائدة في هذا المجال على المستوى الإقليمي… وكانت تلك بعض النعم التي أنعم الله بها علينا واختصنا بها … كل ذلك أكسب وطننا الحبيب ميزة التفرد التي تجسدت بالثبات والاستمرارية والرسوخ، ولم يكن من الصعب معرفة أن السبب الأكبر والأهم وراء هذا النجاح الكبير في التجربة السعودية هو حكمة وعبقرية القائد المؤسس والباني العظيم وإخلاص وولاء المواطن، ومتانة العلاقة بينهما، إلى جانب سلامة المنهج من خلال التمسك بأهداب العقيدة، ومعيارية النهج من خلال سياسة داخلية وخارجية تستند على الحكمة والاعتدال.
اليوم ونحن نزهو بهذه المفاخر التي أصبحت علامات بارزة في مسيرتنا السعودية المباركة، أغدق الله علينا – ولله الحمد- بالمزيد من النعم، فأصبحت بلادنا تنعم بالرخاء والأمن والاستقرار، فيما العديد من بلدان العالم تسودها أجواء الفوضى والتناحر والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واليوم أصبح هذا الوطن الأمين، وقد تخلص من فيروس الإرهاب بعد أن قام برسم وتطبيق استراتيجية أمنية أصبحت نموذجًا يُحتذى من قبل العديد من دول العالم بما في ذلك دول عرفت بفاعلية وتميز أجهزتها الأمنية والاستخباراتية كبريطانيا.
اليوم أصبح شباب الوطن يحلق في آفاق العلم إلى أعلى المستويات، وأصبح اقتصاده من بين أقوى عشرين اقتصادًا على مستوى العالم، وأصبح جيشه يحتل المرتبة 17 من بين أقوى جيوش العالم حسب تصنيف موقع “جلوبال فاير باور” لعام 2020، وأصبح يحتل المرتبة الثالثة عالميًّا، والأولى عربيًّا من حيث الدول الكبرى المانحة للمساعدات الإنسانية لدول العالم، وأصبحت بلادنا ولله الحمد قدوة في مجتمعها الدولي من خلال سياسة الوسطية والاعتدال ودورها في الدعوة إلى السلام ومحاربة التطرف والإرهاب، وما تبذله من جهود في مكافحة فيروس كوفيد-19.
وليس من المستغرب أن تصبح المملكة الآن، وهي تحتفل بالذكرى الـ 91 ليومها الوطني، دولة كبرى تتبارى دول العالم في خطب ودها وبناء جسور الصداقة والتعاون معها.
اليوم-في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين -حفظهما الله- أصبح كل مواطن سعودي يباهي بما حققه الوطن من العبور إلى المستقبل من خلال القفز من مجموعة الدول النامية إلى مجموعة الدول المتقدمة، وأن يفخر بالمشاريع العملاقة التي أصبحت تملأ أرجاء الوطن، بعد أن أصبحت رؤية 2030 حقيقة واقعة بعد أن جسدت وعبرت عن الروح الشبابية الطموحة للشباب السعودي الواعد متجسدة بسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صانع الرؤية ومهندسها، وأمل أجيال الغد وراسم ملامح المستقبل …وبعد أن أسست هذه الرؤية الطموحة لنهج حضاري جديد قام على قواعد منهجية وموضوعية ونظرة مستقبلية شاملة لوطن قدمت فيها الرؤية نفسها كمنصة إشعاع حضاري، وكبوابة يعبر المواطن السعودي من خلالها للتقدم التكنولوجي والعلمي والاقتصادي لبناء حياة جديدة تقوم على اليقظة الحضارية والتفرد النوعي نحو المستقبل الذي يليق بوطن المجد الذي يضم على ثراه الطاهر أقدس بقاع الأرض وأشرفها.
اليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى المجيدة علينا جميعًا أن نذكر ونتذكر، وننقل لأولادنا وأحفادنا أن كل ما ننعم به الآن من عز ومجد، ووحدة ورفاهية، وأمن واستقرار وضع أساسه القائد الموحد والباني العظيم جلالة الملك عبد العزيز -يرحمه الله-، ثم جاء أبناؤه من بعده الذين صانوا الوعد وحفظوا العهد، وساروا على الدرب، وحافظوا على النهج القويم الذي سار عليه الملك عبد العزيز الذي ستظل صورته وأعماله مطبوعة في وجداننا ومطبوعة في ذاكرتنا.
اليوم ونحن نحتفي، ونحتفل بذكرى اليوم الوطني ننعم بدار هي رمز للعز والمجد والسعادة والأمان، دار عالية البنيان مرفوعة الهامة، متينة الأساس، وطيدة الكيان… دار جبلنا على محبتها ونشأنا على عزها وتربينا في أكنافها، ولسان حالنا يقول: “هي دار لنا… دار إسلام وسلام ومجد وكيان – هي دار لنا… دار أمن وأمان نعلي صرحها ونرسخ البنيان – هي دار لنا … دار نفتديها بالروح والدم ونحميها بسواعد الإيمان.
فكل عام وأنت بخير يا وطننا الغالي: ملكًا وولي عهدًا وشعبًا …حرمًا آمنًا وعزًا وفخرًا … ترابًا مصانًا وراية خفاقة ومجدًا… أملًا لا يمل وفجرًا يطل…حلم مشرق… وشمس وظل … وحاضر جميل يتوجه مستقبل أجمل عندما تتحقق الرؤية بكل أبعادها وأهدافها ومشاريعها -بإذن الله- وتوفيقه في مناسبة الذكرى المئوية ليومنا الوطني إن شاء الله…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى